بغداد- ميل
أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أن أوروبا متحدة في سياستها تجاه بكين بعد التصريحات المثيرة للجدل للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي أثارت غضب بعض الحلفاء الغربيين.
بيربوك: أوروبا موحدة في سياستها تجاه الصينماكرون يتبرأ من الولايات المتحدة بعد زيارته للصين
وقالت بيربوك للصحفيين في مدينة تيانجين الصينية: "ليس لدينا فقط موقف مشترك فيما يتعلق بالموقف الأوروبي، ولكن إذا كانت لدينا سوق داخلية مشتركة، فلن يكون لدينا مواقف مختلفة في أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي".
وفي وقت سابق، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على متن طائرته عائدا من زيارة للصين استمرت ثلاثة أيام، إنه يتوجب على أوروبا أن تقلل من اعتمادها على الدولار الأمريكي خارج "الحدود الإقليمية"، وتتجنب الانجرار إلى مواجهة بين بكين وواشنطن بشأن تايوان.
وأضاف ماكرون خلال تصريحات نقلتها صحيفة "بوليتيكو" وعدد من الصحفيين الفرنسيين، أنه "يتعين على أوروبا تقليل اعتمادها على الولايات المتحدة وتجنب الانجرار إلى مواجهة بين الصين والولايات المتحدة بشأن تايوان"، مؤكدا على نظريته حول "الحكم الذاتي الاستراتيجي" لأوروبا، التي من المفترض أن تقودها فرنسا، لتصبح "قوة عظمى ثالثة"، بحسب تعبيره.
وتابع قائلا: "الخطر الكبير الذي تواجهه أوروبا هو أنها عالقة في أزمات ليست من شأننا أو أزماتنا مما يمنعها من بناء استقلاليتها الاستراتيجية".
وشدد ماكرون على أن الأوروبيين يجب ألا يكونوا أتباعا للولايات المتحدة في أزمات لا دخل لأوروبا بها.
كما أكد الرئيس الفرنسي، أن التحالف مع الولايات المتحدة لا يعني التبعية لها، مؤكدا تمسكه بتصريحات أدلى بها حول تايوان، واستقلالية أوروبا مؤخرا.
وقال الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحفي في أمستردام: "أن تكون حليفا لا يعني أن تكون تابعا.. ولا يعني أنه لم يعد من حقّك أن يكون لك تفكيرك الخاص".
وأضاف: "فرنسا تؤيد الوضع القائم في تايوان" و"تؤيد سياسة الصين الواحدة والتوصل لتسوية سلمية للوضع"، وشدد ماكرون على أن "موقف فرنسا والأوروبيين هو نفسه بالنسبة لتايوان: نحن مع الوضع القائم"، وأضاف "هذه السياسة ثابتة ولم تتغير".
وكان الرئيس الفرنسي أثار استغراب الكثيرين في الولايات المتّحدة وأوروبا بدعوته الاتحاد الأوروبي لعدم "التبعية" لواشنطن أو بكين في قضية تايوان. وتم تفسير تصريحه على أنه ابتعاد عن الولايات المتحدة.
ودخل على خط انتقاد ماكرون الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي شن هجوما لاذعا على الرئيس الفرنسي. وقال ترامب إن "ماكرون، وهو صديق، يتذلل للصين".
وتعليقا على ما قاله ترامب، اكتفى ماكرون بإبداء أسفه لما بدر من الملياردير الجمهوري، معتبرا أنه يساهم في "تصعيد" الموقف. وأضاف: "عندما كان رئيسا لم أكن أعلّق على عباراته، لذا لن أفعل ذلك اليوم بعدما خرج من البيت الأبيض".