تسربت ملايين من رسائل البريد الإلكتروني العسكرية الأمريكية إلى مالي بسبب "خطأ إملائي كارثي" في عناوين البريد المرسل إليه، كشف معلومات حساسة للغاية، على الرغم من التحذيرات المتكررة بشأن تلك المسألة على مدار عقد من الزمان، حسبما أفاد تقرير لصحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية.
الصحيفة أشارت إلى أنه لا يوجد من مجموعة رسائل البريد الإلكتروني ما هو مصنف "سري"، لكن تحوي بعض الرسائل بيانات حساسة للغاية عن الأفراد العسكريين والمتعاقدين وعائلاتهم.
كما تتضمن الرسائل، وفقاً للصحيفة، أشعة سينية وبيانات طبية، ومعلومات وثائق الهوية، وقوائم طواقم السفن، وقوائم الموظفين في القواعد، وخرائط المنشآت، وصور القواعد، وتقارير التفتيش البحري، والعقود، والشكاوى الجنائية ضد الأفراد.
وبحسب تقرير الصحيفة، فإن مجموعة رسائل البريد الإلكتروني تتألف من تحقيقات بشأن التنمر، ومسارات السفر الرسمية، والحجوزات، والسجلات الضريبية والمالية.
وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة يستمر تدفق رسائل البريد الإلكتروني إلى الدومين (.ML)، الخاص بدولة مالي ويرجع ذلك ببساطة إلى أن الأفراد يخطئون في كتابة (.MIL) المرتبطة بعناوين البريد الإلكتروني الخاص بالجيش الأمريكي.
وحدد رائد الأعمال الهولندي المتخصص بمجال الإنترنت، يوهانس زوربير، الذي يمتلك عقداً لإدارة نطاق الإنترنت الخاص بدولة مالي، المشكلة للمرة الأولى منذ نحو عقد من الزمن.
وكان زوربير يعمل على جمع رسائل البريد الإلكتروني التي جرى توجيهها بشكل خاطئ على مدار الأشهر الستة الماضية؛ في محاولة لإقناع الولايات المتحدة بالتعامل بمزيد من الجدية مع المشكلة.
ويقول زوربير، إن لديه نحو 117 ألف رسالة تم توجيهها بشكل خاطئ، وصل نحو ألف منها الأربعاء الماضي.
وكتب في خطاب إلى الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر: "هذا الخطر حقيقي ويمكن أن يستغله خصوم الولايات المتحدة".