أفصح السياسي ووزير الخارجية اللبناني الأسبق فارس بويز، بخفايا اغتيال المعارض لنظام صدام طالب السهيل اثناء إقامته في بيروت.
ويقول بوزير في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" اطلع عليه "ميل"، هناك قصة معبّرة حصلت مع نظام صدام حسين.، في يوم من الأيام كان في لبنان زعيم عراقي عشائري كبير اسمه طالب السهيل، وكان معارضاً لنظام صدام ومقيماً في منطقة الروشة ببيروت، أتاه ثلاثة أشخاص وقرعوا الباب. ربما كان هذا الرجل من دون حراسة، ففتح لهم الباب، أطلقوا عليه النار وقتلوه ثم هربوا. طاردتهم الشرطة حتى وصلوا إلى السفارة العراقية، فلجأوا إليها، ولم تتمكن الشرطة من دخولها بسبب الحصانة الدبلوماسية. استدعيت السفير رأساً، وقلت له: عليك أن تسلّمنا الأشخاص الثلاثة الذين ارتكبوا هذه الجريمة وإلا سأعتبرك شخصاً غير مرغوب فيه، وعليك أن تغادر مع طاقم السفارة. فقال لي: هؤلاء دبلوماسيون. قلت له: نريد أن نتأكد منهم، وعليك أن تسملنا إياهم. كنت متاكداً أنه لن يسلمهم، وأنهم رجال مخابرات مرسلون من بغداد. قال لي: معالي الوزير هذا مستحيل. فقلت له: اعتبر نفسك شخصاً غير مرغوب فيه. فسألني: كيف أستطيع المغادرة وثمة خطر يحيق بي؟ فربما يتعرض موكب السفارة لاعتداء. قلت له: سأمرّ عليك وآخذك بموكبي الخاص بسيارتي وأنا معك وأقلك إلى المطار لتغادر، بعد يومين. احجز طائرة وانتظرني عند التاسعة صباحاً على أبواب السفارة وسأمرّ لأقلك أنت وكل طاقم السفارة. سيأتي بموكب من 10 سيارات، وموكب أمني خاص، ليس من الشرطة ولا من الجيش. وإذ في اليوم التالي، يتم الاتصال بي من مطار بيروت عند الثامنة صباحاً، وكان مدعي عام التمييز القاضي منيف عويدات. قال لي: معالي الوزير، لقد ألقي القبض على كامل أفراد طاقم السفارة العراقية وهم يحاولون الفرار. قلت له: لا. أبلغوني فوراً بأسماء هؤلاء لنرى من هم دبلوماسيون ومن هم غير دبلوماسيين. أبلغت وزارة الخارجية بالأسماء واكتشفنا أن المطلوبين الثلاثة ليسوا دبلوماسيين. فقلت لهم: أطلقوا فوراً سراح السفير وكل الدبلوماسيين واحتفظوا بالمطلوبين الثلاثة، وهذا ما حصل. أحيل المطلوبون على القضاء وصدرت أحكام بحقهم وتوفي أحدهم في السجن بمرض السرطان.
ويضيف بويز بالقول، بعد سنوات من ذلك عملية الاغتيال، وكنت وقتها لم أعد وزيراً ولا نائباً، جاءني السفير العراقي ليقول إن صدام حسين علم بأنني صيّاد وأن على الفرات كثافة صيد للبط البري، وإن الرئيس يدعوني للقيام بزيارة رسمية إلى بغداد، ومنها إلى رحلة صيد للبط والوز البري. ابتسمت وقلت له: يا سعادة السفير، لديّ علل كثيرة في الحياة ولكن ليس لديّ علة نقصان التفكير. بالأمس قتل صهره (حسين كامل)، أيريد أن يأخذني إلى هناك. معروف أن رحلات الصيد أسهل طريقة لقتل شخص، فيقال قتل خطأ. مرافقك يطلق النار عليك ويقال بالخطأ. أيضاً تجاهلنا دعوة صدام.