قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في تقرير لها يوم الجمعة، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، إن العدد الإجمالي للجنود الأوكرانيين والروس الذين قُتلوا أو جُرحوا منذ بدء الحرب في أوكرانيا قبل 18 شهراً، يقترب من 500 ألف قتيل، وهو عدد وصفته الصحيفة بالـ"مذهل"، حيث تهاجم روسيا جارتها وتحاول الاستيلاء على مزيد من الأراضي.
وحذَّر المسؤولون من أنه لا يزال من الصعب تقدير عدد الضحايا، لأنه يُعتقد أن موسكو تقلل بشكل روتيني من عدد القتلى والجرحى في الحرب، ولم تكشف كييف عن الأرقام الرسمية. لكنهم قالوا إن المذبحة اشتدت هذا العام في شرق أوكرانيا واستمرت بوتيرة ثابتة مع استمرار الهجوم المضاد المستمر منذ ثلاثة أشهر.
وقال المسؤولون إن الخسائر العسكرية الروسية تقترب من 300 ألف. ويشمل العدد ما يصل إلى 120 ألف قتيل و170 إلى 180 ألف جريح. أما بخصوص الأرقام الأوكرانية، فقد قدر المسؤولون ضحايا أوكرانيا في الحرب بما يقرب من 70 ألف قتيل و100 إلى 120 ألف جريح.
ويقول محللون، إن أوكرانيا لديها نحو 500 ألف جندي، من ضمنهم القوات العاملة وقوات الاحتياط والقوات شبه العسكرية. على النقيض من ذلك، تمتلك روسيا ثلاثة أضعاف هذا العدد تقريباً، مع مليون و300 ألف من القوات العاملة والاحتياطية وشبه العسكرية، معظم هذه الأخيرة من مجموعة فاغنر.
وجاء آخر تقدير علني لإدارة بايدن للضحايا في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، عندما قال الجنرال مارك إيه ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، إن أكثر من 100 ألف جندي من كل جانب قُتلوا أو أصيبوا منذ بدء الحرب في فبراير/شباط 2022. في ذلك الوقت، قال مسؤولون في جلسات خاصة إن الأعداد تقترب من 120 ألف قتيل وجريح.
لكن هذا الرقم ارتفع في الشتاء والربيع، حيث حوّل البلدانِ مدينة باخموت الشرقية إلى ساحة قتل. وقال مسؤولون أمريكيون إن مئات من الجنود قُتلوا أو أُصيبوا يومياً لعدة أسابيع، حيث تكبد الروس خسائر فادحة، وكذلك فعل الأوكرانيون عندما حاولوا السيطرة على كل شبر من الأرض قبل أن يخسروا المدينة في مايو/ أيار.
في غضون عام ونصف العام فقط، تجاوز عدد القتلى العسكريين في أوكرانيا بالفعل عدد القوات الأمريكية الذين لقوا حتفهم خلال ما يقرب من عقدين من الزمن، كانت الوحدات الأمريكية في فيتنام (نحو 58000)، ويقارب عدد القتلى من قوات الأمن الأفغانية خلال الحرب بأكملها في أفغانستان، من 2001 إلى 2021 (نحو 69000)، بحسب الصحيفة.
كما تشير الأرقام أيضاً إلى نقص الرعاية الطبية السريعة على خط المواجهة، تزداد صعوبة إجلاء الجنود الجرحى؛ نظراً إلى مقدار المدفعية وإطلاق النار الذي يوقف كل اشتباك، عكس الحروب الأمريكية في أفغانستان والعراق، حيث التزمت القوات الأمريكية بصرامة بإجلاء المصابين في غضون ساعة إلى منشأة طبية جيدة التجهيز، لا توجد مثل هذه القدرة في أوكرانيا.