هل بات حلم الاستقلال الكردي يبتعد عن أكراد العراق؟ تساءلت مجلة "إيكونوميست" في تقرير لها.
فعلى مدى ثلاثة عقود، ازدهرت كردستان وشهدت المنطقة أسرع نمو اقتصادي في البلاد، وقامت ببناء مجمعات نفطية حديثة وفنادق وطرقا سريعة، بينما تعثر بقية العراق.
ومع التصويت لصالح الاستقلال في استفتاء عام 2017، بدا مستقبل كردستان مشرقا، إلا أن ست سنوات مضت على هذا الحلم، فالرافعات التي تدور فوق التجمعات السكانية المترامية الأطراف متوقفة فوق عقارات نصف مكتملة، ومع انتعاش عاصمة العراق بغداد، بفضل تحسن الأمن وعائدات النفط، فإن فرص استقلال كردستان تتقلص.
بعد 30 عاما من الحكم الذاتي، عاد اقتصاد الأكراد وحدودهم ومناطقهم وسياساتهم إلى حد كبير تحت السيطرة المركزية، وعلق دبلوماسي غربي يراقب التطورات من بغداد، "هناك خطر يتمثل في فشل مشروع كردستان"، حسب المجلة.
وترى المجلة، أن اللوم يقع على الأكراد وإلى حد كبير، فقد اشتد الخلاف بين عائلتيهما الإقطاعيتين – البرزانيون الذين يحكمون الغرب والطالبانيون في الشرق.
ومنذ عام 2017، نقل قادتهم السلطة إلى الأبناء الأكثر تهورا وشخصيات متقلبة، ويتقاتل الحزبان، الحزب الديمقراطي الكردستاني (حزب البارزاني) والاتحاد الوطني الكردستاني (التابع لطالباني) على الموارد المتضائلة، وغالبا ما يصوت وزراؤهم ضد بعضهم في مجلس الوزراء في بغداد.
وتقول المجلة، أن التحول الأكثر ضررا هو إعادة تأكيد الدولة العراقية للتفوق القانوني، ففي أيار/ مايو، أعلنت محكمتها العليا أن قرار كردستان بتأجيل الانتخابات غير دستوري وأمرت باستبدال مفوضية الانتخابات الكردية بالهيئة العراقية.
معظم الأكراد يائسون، "سنكون مجرد مقاطعة أخرى في العراق"، كما يقول محلل في أربيل، بدأت منارة الاستقلال التي أحيت الأمل لحوالي 30 مليون كردي منتشرين في أنحاء تركيا وإيران وسوريا تتلاشى.