نشر موقع "ذي هيل" مقالا لستيورات لاتوين، من مركز الأمن الامريكي الجديد، قال فيه إن تركيا هي مهمة للتأثير الأمريكي في الشرق الأوسط.
فقد ظلت الولايات المتحدة تنظر لعلاقاتها مع السعودية على أنها الشراكة الأكثر تأثيرا في الشرق الأوسط، إلا أن تركيا أصبحت وبشكل متزايد قوة إقليمية مهيمنة، وتحتفظ بعلاقات مع أوروبا والولايات المتحدة من خلال عضويتها في الناتو، وفي ضوء التحول التركي الأخير باتجاه الغرب، وكذا جهودها لإعادة بناء علاقاتها مع شركائها في الشرق الأوسط، فإن أهميتها الإستراتيجية تتزايد.
وإذا أرادت أمريكا الحفاظ على قوتها السياسية والعسكرية بالمنطقة، فهي بحاجة للاستفادة من هذا الصعود وبناء علاقات أقوى مع تركيا، ومن المنظور الأمريكي، فالرئيس رجب طيب أردوغان، كان قائدا مثيرا للانقسام، بشكل يجعل من الحفاظ على العلاقات الرسمية أمرا صعبا، بحسب "ذي هيل".
ويقول الموقع، إن أردوغان ديكتاتوري وعادة ما يتعارض مع المبادئ الديمقراطية الغربية، ومن الصعب توقع سياساته نظرا لطبيعته التي لا يمكن التكهن بها، فقد توترت علاقاته وتحسنت مع الكثير من الدول، ولديه علاقات صداقة قوية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع أنه يعارض الحرب في أوكرانيا ونظام بشار الأسد في سوريا الذي تدعمه موسكو.
وفي الفترة الماضية، تبنى أردوغان سياسات متوافقة مع الغرب، فقد تخلى عن معارضته لانضمام فنلندا والسويد لحلف الناتو، ودعم عضوية أوكرانيا بالناتو مستقبلا.
كما أصلحت أنقرة علاقاتها مع السعودية، بعد تدهورها في عام 2018 عندما قتل الصحافي جمال خاشقجي في إسطنبول. وأصلحت علاقاتها أيضا مع الإمارات.
والآن جاء دور أمريكا لبناء علاقات قوية مع تركيا، وقد بدأ العمل في قمة الناتو الأخيرة في ليتوانيا، حيث وصف أردوغان، الرئيسَ جو بايدن بأنه "صديق عزيز"، وردّ الرئيس الأمريكي بأنه يتطلع للعمل مع أردوغان في السنوات الخمس المقبلة، وكانت الدفعة لإضافة السويد إلى قائمة أعضاء الناتو هي خطوة كبيرة للأمام، فيما وعد بايدن بعد فترة قصيرة بأنه سيدفع باتجاه صفقة طائرات أف-16، والتي تتفاوض تركيا عليها منذ عام 2021.
ولتقوية هذه العلاقة، فعلى الولايات المتحدة اتخاذ خطوات قد لا تكون مستساغة، ولكنها تُظهر أنها ملتزمة بالشراكة. فصفقة طائرات أف-16 تواجه معارضة في الكونغرس ويجب تجاوزها. ولو عبّرت تركيا عن استعدادها للتخلي عن نظام أف-400 الروسي والذي لم يشغل أبدا، فربما يتم إقناع الكونغرس بإعادة تركيا مرة أخرى لبرنامج مقاتلات أف-35.
كما أن أمريكا قد تقدم لتركيا تعهدا بالتحكم بالأكراد ومنعهم من اجتياز الحدود من سوري، وعلى المسار المالي، ربما تزيل الولايات المتحدة الضرائب التي فُرضت على الواردات التركية، وتحديدا الفولاذ والألمنيوم.
ويعلق الكاتب أن هذه المهام جوهرية، لكن العائد منها يستحق العناء، لأن أمريكا ستكون قادرة على تفعيل سياساتها في الشرق الأوسط. وتركيا في وضع جيد لأن تكون شريكا لأمريكا في دعم الأمن الإقليمي، والمشاركة في العملية التفاوضية السلمية مع إسرائيل.