تحت عنوان: "السعودية مهتمة بمحطات الطاقة النووية الصينية"، توقف صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية بالتحليل عند دلالات الخبر الذي أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية بشأن قيام الرياض، الساعية لتطوير الطاقة الذرية، بتقييم عرض صيني لبناء محطة للطاقة النووية، وذلك بعد يوم واحد فقط من الإعلان عن انضمام المملكة العربية السعودية إلى نادي البريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا).
"لوفيغارو"، قالت إن نطاق هذا التعاون الصناعي المحتمل بين الصين والسعودية يذهب إلى ما هو أبعد من مجال الطاقة الذرية، لأنه إذا تحقق، فسيكون له نطاق جيوسياسي طويل. وبوسعنا، بالتالي، أن نرى الأهمية التي يريد تحالف البريكس، الذي عززته ست دول جديدة تم الترحيب بها يوم الخميس في قمة جوهانسبرغ، أن يعطيها لنفسه ككتلة مناهضة لمجموعة السبع.
كما أن بناء المفاعلات الصينية في المملكة العربية السعودية من شأنه أن يؤكد بقوة ابتعاد الرياض عن واشنطن، حليفتها التاريخية. وستغذي السعودية من خلال خطوة كهذه المواجهة السياسية التجارية المشتعلة، منذ عام 2018، بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، التي تعمل (الصين) على توسيع نفوذها في الشرق الأوسط، وأصحبت، في هذا الإطار، المشتري الرئيسي للنفط السعودي والشريك التجاري الرئيسي للرياض (116 مليار دولار في التجارة في عام 2022). كما أن بكين تعتبر أقل بكثير من واشنطن من حيث الاشتراطات، توضح "لوفيغارو".
فالولايات المتحدة الأمريكية، تعهدت بمساعدة المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للذهب الأسود في العالم والتي تستعد لعصر ما بعد النفط، على تطوير طاقتها النووية المدنية، لكن بشرط ألا تقوم الرياض بتخصيب اليورانيوم على أراضيها. وهو التزام لا تطلبه بكين، مما يثير استياء واشنطن، التي تشرف على منع الانتشار النووي في الشرق الأوسط. كما جعل الأمريكيون مساعداتهم مشروطة بتطبيع العلاقات بين الرياض وإسرائيل. وبالنسبة للوبي القوي المؤيد لإسرائيل على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، ليس هناك شك في حصول السعوديين على مفاعلات نووية.