قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن مقاتلي حماس حملوا معهم خرائط مفصلة عن القواعد العسكرية والمنشآت المدنية التي كانوا يريدون استهدافها في هجومهم على جنوب إسرائيل نهاية الأسبوع الماضي.
وبحسب وثائق وخرائط تم نزعها من جثث المقاتلين الذين شاركوا في العملية، فإنها تكشف عن حجم المعلومات الأمنية المتوفرة لدى الحركة والتخطيط الدقيق للعملية، ومعرفة حماس بنقاط ضعف القواعد العسكرية الإسرائيلية بالمنطقة. وهي وثائق مكتوبة باللغة العربية وعثر عليها الجنود وعمال الإغاثة والمدنيون في الأماكن التي قُتل فيها مقاتلو حماس.
وتظهر الوثائق نية حماس منذ البداية أخذ أسرى. وبحسب مايكل ميليشتاين، ضابط المخابرات الإسرائيلي السابق، ورئيس منبر الدراسات الفلسطينية في جامعة تل أبيب، فإن مقاتلي حماس "علموا بالضبط ما هي الأهداف، ولا يوجد ما يشبه هذا المستوى من التخطيط في الخطوات التي اتخذتها حماس في الماضي".
وفي وثيقة من 14 صفحة مضنفة "سري للغاية" وتعود إلى 15 حزيران/ يونيو 2023، وهي عبارة عن خطة للتسلل إلى كيبوتس ميفالسيم، قرب غزة، سيقوم خمسة قادة عسكريين من كتائب القسام بإدارة العلمية في “ساعة ألف واليوم باء”، واحتوت الوثيقة على خرائط للكيبوتس الإسرائيلي، وصور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية.
وحذرت الوثيقة من أن القوات الإسرائيلية ستصل إلى ميفالسيم "في غضون 3 -5 دقائق"، وكُلف المقاتلون بإحداث خروق في الجدار الأمني فيما يوفر آخرون الغطاء لهم وعندما يدخلون، تقوم القوة بأخذ أسرى للتفاوض، حسبما ورد في الخطة.
وقال إيال بينكو، الضابط الأمني السابق، "تظهر الوثائق تقدما وعمليات جمع معلومات استخباراتية منظمة، مصادر بشرية ومعلومات جمعت من مصادر مفتوحة ومعلومات تم جمعها من هجمات إلكترونية".
أما المقاتلون الذين هاجموا بلدة أوفاكيم، وكانوا يحملون خرائط ووثائق أخرى، بحسب ألموغ كوهين، المقيم في البلدة وعضو الكنيست الذي شارك في القتال، فقد كشفت خريطة عُثر عليها في سترة مقاتل أنه كان يعرف كيفية التحرك في البلدة وأهدافه.
واحتوت خريطة أخرى على المواقع والأسماء باللغة العربية في بلدات قريبة من غزة هاجمها مقاتلوا حماس، بما فيها العين الثالثة وكيسوفيم ونقاط حمراء "طريق الفيلق الشمالي".
وتظهر وثائق تم العثور عليها، أن حماس كانت تتوقع مقاومة شديدة من القوات الإسرائيلية المرابطة على الحدود، واحتوت وثيقة أخرى على صور لثماني عربات عسكرية إسرائيلية إلى جانب إشارات بالعربية حول مكان الهجوم على العربات، وأنواع القنابل المناسبة لشلّ حركتها، مما يشير إلى أن بعض المقاتلين لم تكن لديه خبرة في المواجهة مع القوات الإسرائيلية وكانوا بحاجة لإرشاد.
وفي وثيقة أخرى ركزت على "نقاط الضعف" للجيش الإسرائيلي، خاصة دبابة ميركافا التي يجب على المهاجمين ضربها من على بعد 50 مترا بقذائف "آر بي جي 7" وتم الهجوم على دبابة إسرائيلية واحدة وإعطابها أثناء الهجوم.