أفادت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية، بأن أوكرانيا تنخرط في معركة على غرار الحرب العالمية الأولى، في محاولة يائسة لمنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تحقيق هدفه المتمثل في القضاء على الأمة الأوكرانية.
وفي المقابل، يتطلب الهجوم الإسرائيلي لتدمير حماس في غزة درجة أكبر بكثير من التطور العسكري، وذلك بهدف تدمير شبكة الأنفاق التي تمكّن الحركة من تشكيل تهديد وجودي للدولة اليهودية. وفي خضم كل ذلك، كل المؤشرات تشير إلى أن زعماء الغرب مترددون بشأن تقديم الدعم المطلق لكل من الدولتين، بحسب الصحيفة.
وتابعت الصحيفة، إن "قلق إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن الرد العسكري الإسرائيلي على هجوم حماس في 7 تشرين الأول هو مثال واضح على ذلك. صحيح أن بايدن كان حريصًا على إظهار أوراق اعتماده المؤيدة لإسرائيل، حيث أرسل مجموعتين قتاليتين من حاملات الطائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط كبادرة دعم، وفي الوقت عينه، تحاول إدارته يائسة تنظيم هدنة إنسانية للقتال، حتى مع علمها أن أي توقف للهجوم العسكري الإسرائيلي من شأنه أن يصب بلا أدنى شك في مصلحة حماس. ومع ذلك، يخشى الكثيرون من أن يكون هوس واشنطن بترتيب وقف للأعمال العدائية، مهما كان قصيرًا، جزءًا من هدف أوسع يتمثل في تنفيذ وقف إطلاق النار".
ورأت الصحيفة أنه حتى لو نجح الإسرائيليون في تدمير البنية التحتية لحماس، فإن البيت الأبيض يسعى بالفعل إلى دراسة عواقب الصراع حتى قبل أن ينتهي القتال، فقد أعلن بايدن معارضته لأي عملية "إعادة احتلال" إسرائيلية لغزة، حتى لو كان مثل هذا الإجراء مطلوباً للحفاظ على السلام في الوقت الذي يتم فيه إنشاء إدارة فلسطينية بديلة. ومن ناحية أخرى، كان الجمود الذي طغى على ساحة المعركة في أوكرانيا سبباً في دفع الساسة على ضفتي الأطلسي إلى إعادة تركيز جهودهم على إيجاد حل دبلوماسي للصراع، وهو ما سيؤدي حتماً إلى خيانة القضية الأوكرانية. ففي برلين، على سبيل المثال، يبدو أن الإجماع السياسي الساحق يدور حول ضرورة تقسيم أوكرانيا إلى قسمين، مع التنازل رسمياً عن الأراضي التي تحتلها روسيا في الشرق لموسكو، والسماح لبقية البلاد بتحقيق طموحها الذي طال أمده بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي".