في مقابلة مع صحيفة "ليمانيتي" الفرنسية، قال الدبلوماسي الفرنسي السابق إيف أوبين دو لا ميسوزيير، الذي ترأس قسم شمال إفريقيا والشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية لفترة طويلة، إن البيت الأبيض يلعب لعبة خطيرة مع إسرائيل، مضيفاً أنه مع ظهور الصين على وجه الخصوص، لم تعد الولايات المتحدة تفرض نفسها بمفردها على الساحة.. ومع ذلك فإن واشنطن تحتفظ بمركز مهيمن فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، ويظل ثقلها في المنطقة مركزيا، وتظل علاقتها مع إسرائيل قوية للغاية، حيث إن إسرائيل هي نقطة الدعم الرئيسية للأمريكيين في الشرق الأوسط.
إلى أي حد ستدعم واشنطن سياسة إسرائيل الاستعمارية وحملة القصف في غزة دون تحفظ؟.. رداً على هذا السؤال قال الدبلوماسي الفرنسي إنه يبدو أن هذا ما يدل عليه استخدامها الأخير للفيتو ضد مشروع قرار وقف إطلاق النار الفوري في غزّة، رغم أن الأغلبية صوتت لصالحه في مجلس الأمن الدولي . ويشير المعلقون إلى أن هذا هو الفيتو الأمريكي 35 لإعفاء إسرائيل من قرارات الأمم المتحدة. وتقوم الولايات المتحدة أيضًا بتوريد الأسلحة وتقديم القروض المصرفية لإسرائيل. ومع ذلك فإن العلاقات بين البلدين تشهد صعودا وهبوطا في بعض الأحيان.
ففي عام 2001، في مدريد، أجبرت الولايات المتحدة إسرائيل على قبول دمج منظمة التحرير الفلسطينية في الوفد الأردني، حتى تتمكن من المشاركة في المفاوضات التي أسفرت عن اتفاقات أوسلو. وفي ديسمبر/كانون الأول عام 2016، سمح امتناعها عن التصويت في مجلس الأمن باعتماد القرار 2334، الذي يدعو إسرائيل إلى إنهاء استعمارها للأراضي المحتلة، بما فيها القدس الشرقية. وعلى الرغم من أنها تميل إلى استخدام الفيتو في مجلس الأمن، إلا أن الولايات المتحدة تعرف أيضا كيفية ممارسة الضغط على إسرائيل، يتابع الدبلوماسي الفرنسي.
ماذا عن اليوم؟.. أوضح الدبلوماسي الفرنسي السابق أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يضغط من أجل التوصل إلى هدنة وكان يعتقد أنه يمكن أن يكون له تأثير على نتنياهو، وأنه يمكن أن يهدئه. لكن الهدنة انتهت وكان الهجوم الثاني للجيش الإسرائيلي أسوأ من الأول. ففي مواجهة المتطرفين والعنصريين والمخلصين للحكومة الإسرائيلية، من الواضح أن الولايات المتحدة تفقد نفوذها، وتتدهور صورتها في بلدان الجنوب العالمي.