أوضح تقرير للمنصة الدولية moderndiplomacyالمتعددة الجنسيات، اليوم الاحد، بثلاثة نقاط عن دور العراق المهم والايجابي في تحقيق الراحة بالشرق الأوسط وقيادة صفقات التهدئة بين الدولة وان كانت متعادية فيما بينها.
وذكر التقرير، الذي ترجمه "ميل"، أن "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، كان حازما في إدانته للغارة الجوية الأمريكية في بغداد يوم 25 كانون الأول/ديسمبر، وادانَ في بيان صدر بعد وقت قصير من الهجوم، وصفًا الضربة بأنها "تصعيد خطير"، وأكد التزامه الطويل الأمد بالحفاظ على سيادة العراق بأكملها".
وسارعت وزارة الدفاع الأمريكية إلى الرد، مستحضرة حقها في الدفاع عن النفس، لكن إدارة الرئيس بايدن لن ترغب في رؤية تدهور في علاقاتها مع الحكومة العراقية.
ومع استمرار العمليات الإسرائيلية في غزة ـ واستمرارها في إثارة المعارضة الدولية والإدانة على نطاق واسع ـ فمن المعروف أن الشرق الأوسط معرض لخطر اندلاع حريق أوسع نطاقاً.
وفي حين أن إيران كانت لفترة طويلة عدو الولايات المتحدة وحلفائها، هناك إجماع على أن ايران ملتزمة باستخدام قوات بالوكالة لاستهداف إسرائيل - أو على أقل تقدير تقييد تصرفات وطموحات حكومة نتنياهو.
وعلى الرغم من الدعم الحازم بين العراقيين للقضية الفلسطينية ـ والرعب والغضب الشديدين اللذين قوبل بهما قصف غزة في البلاد ـ فإن العراق يحتفظ بموقف دبلوماسي فريد وقيم بطبيعته في هذا السياق.
وتابع التقرير أن "استقرار العراق في ظل حكومته الحالية أمر جدير بالملاحظة حيث أن الصراع السياسي لا يزال هو القاعدة في معظم أنحاء العالم العربي وقد انعكس السلام والمصالحة في المجال الاقتصادي مع انخفاض معدلات البطالة والتضخم، وارتفاع الإنتاجية وصادرات النفط، وظهرت علامات واضحة على أن الدينار العراقي أصبح الآن على أرض أكثر صلابة".
وقد وفرت الميزانية البالغة 153 مليار دولار التي قدمتها حكومة السوداني في يونيو/حزيران الأساس لهذا التقدم، إلى جانب التقليص الناجح والاحتواء المستمر لداعش الإرهابي الذي كان يغزو البلاد ذات يوم.
وبنفس القدر من الأهمية، يحافظ العراق على علاقات عمل بناءة مع إيران (الدولة الشيعية البارزة)، والخليج السني (الذي تتولى المملكة العربية السعودية قيادته بحكم الأمر الواقع)، والجهات الفاعلة الأجنبية المهمة مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وإذا كان هذا يبدو وكأنه عملية توازن صعبة - سوريا ولبنان وفلسطين وغيرها من الدول وجدت ذلك بالتأكيد - فإن الحكومة العراقية لا تظهر ذلك.
وفي الواقع، نال رئيس الوزراء السوداني الثناء من المراقبين الدوليين والمحليين على حد سواء لثباته في الموازنة بين الضروريات الجيوسياسية مع نية الحفاظ على السيادة الوطنية للعراق وتعزيزها.
وهذا أمر طيب بالنسبة للعراق ـ حيث يعمل على تنشيط هويته الوطنية، واقتصاده، ومجتمعه ـ ولكنه يوفر أيضاً الفرصة للجهات الفاعلة الإقليمية التي لديها مصلحة حقيقية في منع الحرب في غزة من إطلاق العنان لاضطرابات أوسع نطاقاً.
وإن استعارة دولة واحدة تعمل كجسر لربط دول أخرى (وربما متعارضة) هي عبارة مبتذلة إلى حد ما، ولكنها تنطبق بالتأكيد على العراق وموقفه الدبلوماسي الذي تم بناؤه بذكاء.
وإذا ذهبنا إلى ما هو أبعد من الاستعارة، فمن المفيد أن نتناول بالتفصيل كيف يمكن للعراق أن يساعد في توفير الراحة للشرق الأوسط في الأشهر والسنوات المقبلة؛ على الرغم من أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي جميعهم يتوقون إلى ذلك بينما تواجه قياداتهم انتخابات في وقت لاحق من هذا العام.
وأوضح التقرير النقاط الثلاثة التي يمكن للعراق من خلالها تحقيق السلام في الشرق الأوسط "أولا، سوف تستمر الحكومة العراقية في الاستفادة من الثقة التي اكتسبتها في العواصم الغربية لإضافة زخم ملموس إلى النداءات العربية، وتلك الصادرة عن المجتمع الدولي الأوسع، من أجل وقف فوري لإطلاق النار في غزة".
وبينَ ان "العراق يستطيع أن يخيط الإبرة الإيرانية التي لا يستطيع الآخرون القيام بها ببساطة، من خلال التوفيق بين إدانة ايران للعنف ضد الشعب الفلسطيني في حين يعمل على إقناع إيران بأن الجهود الدبلوماسية من الممكن أن تكون لها الغَلَبة".
وأشار الى أن "يتعين على الدبلوماسيين الغربيين أن يستمروا في استخدام العراق كنقطة انطلاق لمواقفهم المتطورة بشأن الصراع في غزة".
ويمكنهم أن يفعلوا ذلك بأمان عندما يعلمون أن وجهة نظر الحكومة العراقية تعكس رغبات واهتمامات أغلب العرب - سواء كانوا ليبراليون أو محافظين؛ سنة أو شيعة؛ معارضة التدخل الغربي أم لا.
وكما ذكرنا، فإن هذا الموقف فريد من نوعه ويجب ألا يتجاهله صناع القرار في الغرب والخليج، الذين يخشون حرباً أوسع قبل كل شيء. ومن الجدير بالذكر أن القيادة الإيرانية، على الرغم من تصويرها في كثير من الأحيان على أنها عدوانية، يبدو أنها تشعر بنفس الشعور.
وحتى لو ارتكب هؤلاء اللاعبون الأقوياء خطأ عدم الاستفادة بشكل كامل من علاقاتهم مع العراق لتهدئة التوترات الإقليمية، فإن العراق نفسه لن يرتدع.