فاز السياسي المخضرم جورج غالاوي بنحو 40% من الأصوات في الانتخابات الفرعية للبرلمان البريطاني عن مدينة روتشديل (منطقة مانشيستر الكبرى بشمال إنكلترا)، التي هيمن عليها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وكان فريق حملة غالاوي (69 عاما) واثقا للغاية من فوزه لدرجة أنهم أطلعوا الصحافيين في غضون ساعة من إغلاق مراكز الاقتراع على أنه فاز "بشكل مريح".
وكان ذلك بسبب الدعم الكبير الذي حظي به من قبل الجالية المسلمة الكبيرة في المدينة (غالبيتها من أصول باكستانية)، والتي عبّرت عن غضبها بسبب العدوان الإسرائيلي المدمر والمستمر على غزة منذ ما يقارب 5 أشهر، وموقف حزب العمال البريطاني بشكل خاص منها، وزعيمه كير ستارمر.
كما صوت لغالاوي كذلك ناخبون في المنطقة من غير المسلمين، كانوا من الناخبين التقليديين الأوفياء كذلك لحزب العمال، وذلك بسبب موقفه و موقف زعيمه ستارمر من العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي وصفه بعضهم بـ"حرب الإبادة".
وهاجم غالاوي (الذي ترشح عن حزب العاملين البريطاني هذه المرة)، في خطاب النصر، رئيسَ الحكومة البريطانية ريشي سوناك لدعمه ودعم حكومته لإسرائيل في حربها المدمرة على غزة، ولكن غالاوي استهدف بشكل أكبر زعيمَ حزب العمال البريطاني كير ستارمر في خطاب النصر، وقال "كير ستارمر، هذا من أجل غزة".
وأضاف، "ستدفعون ثمنا باهظا للدور الذي لعبتموه في تمكين المذبحة في غزة وتشجيعها وتغطيتها".
وقد أطاح غالاوي، وهو عضو برلماني سابق عن حزب العمال، بحزبه السابق في 3 انتخابات، وسيعود إلى البرلمان للمرة الرابعة خلال 37 عاما.
ويأتي فوزه بعد واحدة من أكثر الانتخابات الفرعية إثارة للجدل في الذاكرة الحديثة، كما وصفتها صحف بريطانية، مثل "الغارديان"، التي وصفت فوز "غالاوي الشخصية المثيرة للجدل والانقسام بالكاسح".
وعُرف غالاوي بدعمه للقضية الفلسطينية، وكان قاد قوافل شريان الحياة الدولية إلى غزة التي زارها مع ناشطي التضامن في 2010، وحصل على الجنسية الفلسطينية التي قدمها له إسماعيل هنية الذي كان يشغل منصب رئيس وزراء الحكومة آنذاك.
وكان غالاوي قد تعرض في 2014، لجروح بليغة وكسر في فكه بعد اعتداء جسدي عليه في أحد شوارع لندن، من قبل نيل مستسرسون، الذي كان يرتدي قميصا يحمل اسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، ويصف غالاوي بـ"النازي وهتلر"، واتضح لاحقا أن المعتدي اعتنق الديانة اليهودية، وقد حكم عليه بالسجن 16 شهرا.
وكان حزب العمال البريطاني فصل غالاوي من عضويته عام 2003 بعد انتقاده قرار زعيمه، وقتها، رئيس الوزراء الأسبق توني بلير إشراك المملكة المتحدة مع الولايات المتحدة في غزو العراق عام 2003. وشارك غالاوي لاحقاً بتأسيس حزب "الاحترام"، وعلى خلفية معارضته لغزو العراق، تمكن من الفوز بمقعد في البرلمان البريطاني عن دائرة بثنال غرين وباو شرق لندن عام 2005، التي تضم جالية مسلمة كبيرة (من أصول بنغالية)، لكنه فشل في الفوز بمقعد برلماني في الانتخابات العامة التي جرت عام 2010.