مع تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من تأثيرات الحصار العسكري والتوغل البري في رفح على 600 ألف طفل يعيشون في القطاع، حيث يعاني كثير منهم من الإصابات والأمراض، وسوء التغذية والصدمات النفسية والإعاقات. ودعت إلى عدم نقل الأطفال قسرًا، وضرورة حماية البنية التحتية الأساسية التي يعتمدون عليها.
تشير التقديرات إلى أن هناك الآن حوالي 1.2 مليون شخص لجأوا إلى رفح، التي كانت في السابق موطنًا لحوالي 250 ألف شخص، بعد إصدار أوامر بالإخلاء في أكتوبر/تشرين الأول بالانتقال إلى الجنوب. ويشكل الأطفال نحو نصف السكان، حيث نزح العديد منهم مرات عدة ويعيشون في ظروف سكنية عشوائية وغير مستقرة، مثل الخيام.
وحذّرت اليونيسف من وقوع كارثة جديدة بالنسبة للأطفال، إذ تسفر العمليات العسكرية عادة عن خسائر كبيرة في الأرواح المدنية وتدمير البنية التحتية القليلة المتبقية التي يعتمد عليها الأطفال للبقاء على قيد الحياة بشكل كامل. وبناءً على شدة العنف المحتملة واحتمال وجود ممرات الإخلاء مفخخة أو مليئة بالذخائر غير المنفجرة، فإن العديد من للأطفال والفئات الضعيفة جدًا مهددين بالبقاء على قيد الحياة.
بالمقارنة مع البالغين، يتعرض الأطفال في قطاع غزة لآثار الحرب بشكل أكبر. فهم يتأثرون بشكل غير متناسب بالقتل والإصابات، ويعانون بشدة من نقص الرعاية الصحية والتعليم والغذاء والماء. وقد قتل أكثر من 14,000 طفل بالفعل في هذا الصراع، وفقًا لتقديرات وزارة الصحة الفلسطينية.
بالتوازي مع ذلك، تظهر التقديرات أن مئات الآلاف من الأطفال في رفح يواجهون تحديات صحية، مثل الإعاقة أو الحالات الطبية الخاصة التي تجعلهم أكثر عرضة للمخاطر المرتبطة بالتداعيات المحتملة للعمليات العسكرية المتوقعة في المنطقة.
كما تشير التقديرات إلى أن حوالي 65 ألف طفل يعانون من إعاقات مسبقة، تشمل صعوبات في الرؤية والسمع والحركة والفهم والتعلم. هناك حوالي 78 ألف طفل رضيع تحت سن السنتين، ويُقدر أن ما يقرب من 8 آلاف طفل دون سنتين يعانون من سوء التغذية الحادة. ويواجه نحو 175 ألف طفل تحت سن الخامسة - أو تسعة من كل عشرة أطفال - مرضًا معديًا واحدًا على الأقل. جميع الأطفال بحاجة تقريبًا إلى خدمات الصحة النفسية والدعم الاجتماعي. وكثيرًا ما تتشابك ملامح هذه المعاناة، مما يعني أن الطفل قد يكون مصابًا ومريضًا وفي نفس الوقت يعاني من سوء التغذية، على سبيل المثال.