دعا النائب عن حزب "الحرية" النمساوي المعارض كريستيان هافينيكر سلطات البلاد للتوقف عن تقديم المساعدات لكييف بعد إصدار ألمانيا مذكرة اعتقال بحق أوكراني في قضية تفجير "السيل الشمالي".
وقال هافينيكر: "الشكوك التي كانت موجودة منذ بعض الوقت والتي تأكدت الآن بأن أوكرانيا متورطة في هذه التفجيرات يجب أن تؤدي إلى الوقف الفوري لجميع المدفوعات النمساوية لصالح أوكرانيا! وهذا ينطبق بشكل خاص على 25 مليون يورو من أموال دافعي الضرائب".
ويعتقد النائب أن مثل هذا الرد يجب أن يتبع أيضا ردا على قرار أوكرانيا بوقف نقل الغاز الروسي إلى أوروبا بعد عام 2025، واصفا سلوك كييف بأنه "فضيحة بكل بساطة".
وأشار السياسي إلى أن شركة OMV للنفط والغاز المملوك ثلثها للدولة، استثمرت ما يقرب من مليار يورو في بناء خط أنابيب الغاز "السيل الشمالي 2"، مضيفا "بما أن شخصا ما يجب أن يدفع ثمن هذه الأضرار، فإن الحكومة الفيدرالية ملزمة بتلقي تعويضات".
وأكد نائب حزب "الحرية" المعارض أن التعويضات يجب أن تكون "من الدولة المسؤولة عن هذه الهجمات".
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة "Süddeutsche Zeitung"، نقلا عن تحقيق مشترك مع قناة "ARD" التلفزيونية وصحيفة "Die Zeit"، أن مكتب المدعي العام الألماني أصدر مذكرة اعتقال بحق مدرب غوص أوكراني يشتبه في تورطه في تفجيرات خطوط أنابيب الغاز "السيل الشمالي 1 و2".
وبحسب وسائل الإعلام الألمانية، فإن المواطن الأوكراني فلاديمير تس.ف كان موظفا في مدرسة للغوص، وكان يعيش في بولندا.
ويشتبه مكتب المدعي العام الألماني، كما تشير وسائل الإعلام، في تورط اثنين آخرين من مدربي الغوص الأوكرانيين في تقويض خطوط الغاز "السيل الشمالي"، بمن فيهم امرأة. ويعتقد أن الثلاثة ربما كانوا جزءا من طاقم اليخت الشراعي "أندروميدا"، وهو محور التحقيق الألماني.
وفي 26 سبتمبر 2022، وقعت انفجارات في خطي نقل الغاز "السيل الشمالي-2" و"السيل الشمالي1"، وتوقف نتيجتها ضخ الغاز الروسي إلى ألمانيا عبر الخطين.
وأشار المتحدث الرسمي للكرملين دميتري بيسكوف إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن كان قد وجه تهديدات ضد "السيل الشمالي" في مطلع فبراير 2022.
ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأعمال التخريبية في "السيل الشمالي" بأنها أعمال إرهابية دولية، مشيرا إلى أن المسؤولية عن التفجيرات تقع على عاتق الأنغلوساكسونيين، الذين "لم تعد العقوبات (المفروضة على روسيا بعد انطلاق العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا) كافية بالنسبة لهم، فانتقلوا إلى التخريب".
واعتبر بوتين أن الرواية المتعلقة بتورط نشطاء أوكرانيين في تفجير "السيل الشمالي"، هي "محض هراء"، مضيفا أن "تفجيرا من هذا النوع، وبهذه القوة، وعلى هذا العمق، لا يمكن أن يتم إلا من قبل المتخصصين، بدعم من كامل قوة الدولة، التي لديها تقنيات معينة".