قالت دراسة حديثة إن «التلوث البلاستيكي» أحد أكبر المشكلات البيئية التي تواجه الكوكب حاليا، حيث يتراكم البلاستيك في المحيطات واليابسة، ويدخل في دورة الغذاء؛ مما يشكل تهديدًا خطيرًا على الحياة البرية والبحرية وعلى صحة الإنسان.
وذكرت الدراسة التي نشرها المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن زيادة إنتاج البلاستيك واستخدامه بشكل متزايد مع عدم التخلص منه بشكل آمن تؤدي إلى تراكم وتسرب النفايات البلاستيكية والتي تؤثر سلبًا في البيئة الحية وغير الحية وعلى صحة الإنسان.
وقد شهد العالم ارتفاعًا في حجم إنتاج المواد البلاستيكية، حيث أنتج العالم 0.50 مليون طن في عام 1950 وصولًا إلى 400.3 مليون طن في عام 2022. احتلت فيها الصين المرتبة الأولى عالميًا بنسبة 32% من إجمالي إنتاج المواد البلاستيكية وبالتالي فهي الدولة الأولي عالميًا أيضًا في حجم إنتاج النفايات البلاستيكية فتنتج حوالي 55.7 مليون طن، تليها الولايات المتحدة والهند ما أدى إلى تدهور بيئي كبير، حيث يتم تدوير أقل من 10% من نفايات البلاستيك عالميًا فيما تتراكم ملايين الأطنان من نفايات البلاستيك في البيئات الطبيعية كل عام .
وقدر تقرير دولي أن يوم التجاوز البلاستيكي هو النقطة التي تتجاوز فيها كمية النفايات البلاستيكية المتولدة قدرة العالم على إدارتها، وصادف تاريخ 5 سبتمبر هذا العام. وأن نحو 50% من سكان العالم يعيشون في مناطق تجاوزت فيها كمية النفايات البلاستيكية المتولدة بالفعل القدرة على إدارتها، وبلغت هذه النسبة 66% يوم التجاوز البلاستيكي هذا العام.
وقالت الدراسة إن التقديرات تشير إلى أن التكاليف الاقتصادية بسبب التلوث البلاستيكي عالميًا تتراوح بين 300-600 مليار دولار سنويًا، فضلًا عن الأضرار البيئية والصحية التي تسببها، حيث تشكل حوالي 5% من التداعيات السلبية للنظام البيئي البحري بسبب التلوث البلاستيكي في البحار والمحيطات، فقد تأثر أكثر من 800 نوع من الكائنات البحرية من بينها أنواع معرضة للانقراض، وتضرر أكثر من 90% من الطيور والأسماك بسبب ابتلاعها جزيئات من البلاستيك، مما أثر بدوره على صحة الإنسان وفي التنوع البيولوجي وتفاقم أزمة المناخ العالمي.