سجلت المملكة المتحدة زيادة في وفيات الكحول، حيث وصل عدد الوفيات المتعلقة بتناول الكحول إلى ما يقرب من 10,500 حالة.
وفقاً للبيانات الرسمية الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية، تعد هذه الزيادة هي الرابعة على التوالي في حالات الوفاة الناتجة عن الكحول، ما يثير تساؤلات بشأن العوامل التي أسهمت في هذه الظاهرة. حيث يعتقد بعض الخبراء أن الإغلاق بسبب جائحة كوفيد-19 والعزلة الاجتماعية قد لعبا دوراً كبيراً في تعزيز العادات غير الصحية في استهلاك الكحول.
البيانات أظهرت أن الرجال، بشكل عام، يعانون من ضعف المخاطر مقارنة بالنساء فيما يتعلق بالوفاة بسبب الكحول، حيث بلغ معدل الوفيات بين الرجال 22 حالة لكل 100,000 شخص، في حين بلغ المعدل لدى النساء 10.3 حالة لكل 100,000.
وأظهرت الإحصاءات أيضاً أن الأشخاص في أواخر الخمسينات من العمر هم الأكثر عرضة للوفاة بسبب الكحول، فيما تراجعت الوفيات بين البالغين من سن 25 إلى 59 لأول مرة منذ بداية الجائحة.
من ناحية أخرى، أظهرت الأرقام أن المنطقة الشمالية الشرقية من إنجلترا سجلت أعلى معدلات الوفيات بسبب الكحول، بينما كانت وفيات الكحول في شرق إنجلترا أقل بنسبة 50% مقارنة بالمناطق الأخرى.
وفي تعليق على هذه الأرقام، أشار البروفيسور السير إيان جيلمور، رئيس تحالف صحة الكحول، إلى أن الأسباب الرئيسية لهذه الأزمة معروفة جيداً، مثل توافر الكحول بأسعار رخيصة والتسويق العدواني الذي يساهم في تطبيع استهلاك الكحول بشكل مفرط. كما دعا إلى تنفيذ تدابير مثل تحديد الحد الأدنى للأسعار، تحسين اللوائح الخاصة بالإعلانات، إضافة إلى وضع تحذيرات صحية على العبوات، وتوفير استثمارات أكبر في خدمات معالجة الإدمان.
من جانبها، حذرت كلير تايلور، الرئيس التنفيذي لـ "Turning Point"، من أن استمرار هذه الأرقام المرتفعة يشير إلى أزمة صحية عامة حقيقية، موضحة أن العديد من الأشخاص لا يتلقون الدعم الذي يحتاجونه في وقت مبكر. كما أشارت إلى ضرورة تحسين التعليم والتدريب للعاملين في الرعاية الصحية للتعامل مع مشكلات الكحول بشكل أكثر فعالية.
وقد أكدت باميلا هيلي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة "British Liver Trust"، أن هذه الأرقام لم تكن مفاجئة بالنظر إلى تأثيرات جائحة كوفيد-19 على أنماط الشرب، مشيرة إلى أن هذه الأرقام تبرز حجم الأزمة الصحية المتنامية التي نشهدها حالياً.
تستمر أسكتلندا وأيرلندا الشمالية في تصدر معدلات الوفيات المرتبطة بالكحول، حيث أشار لورا ماهون، نائب الرئيس التنفيذي لمنظمة "Alcohol Focus Scotland"، إلى أن الأرقام تظهر بوضوح أن أسكتلندا وبقية المملكة المتحدة في قبضة أزمة صحية ناجمة عن استهلاك الكحول.