زاد اضطراب الأسواق العالمية من إلحاح تحويل شركات مساهمة عامة كبرى إلى شركات خاصة.
ومع تراجع أسواق الأسهم في كل مكان يوم الاثنين، أعلنت شركة الاستثمار التابعة للملياردير الجنوب أفريقي ناثان كيرش أنها تعاونت مع شركة Public Storage المدرجة في الولايات المتحدة في صفقة تحويل شركة Abacus Storage King إلى شركة خاصة.
وكيرش هو أكبر مساهم في مجموعة التخزين الذاتي الأسترالية، والتي تقدر قيمتها بنحو 1.9 مليار دولار أسترالي (1.1 مليار دولار أمريكي).
وقدرت ثروة رجل الأعمال البالغ من العمر 93 عامًا بنحو 9.2 مليار دولار أمريكي حتى يوم الاثنين، وفقًا لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات.
وتتركز ثروة كيرش بشكل رئيسي في شركة جيترو القابضة، وهي شركة مقرها نيويورك تدير شركتين أمريكيتين لبيع البقالة بالجملة.
وبدأ الملياردير، المولود في بوتشيفستروم بجنوب أفريقيا، مشروعه الخاص في سوازيلاند المجاورة - المعروفة الآن باسم إيسواتيني - في السادسة والعشرين من عمره.
وتوسّع في مجال العقارات في ثمانينيات القرن الماضي، لكنه خسر جزءًا كبيرًا من ثروته في أزمة اقتصادية، ولم يبق له سوى جيترو.
اتجاه عام بين مليارديرات العالم
وكان آخرون يتخذون خطوات مماثلة حتى قبل الانهيار الذي أثاره تطبيق الرسوم الجمركية الأمريكية بحسب بلومبرغ.
حيث أعلنت مجموعة ميرسك للشحن البحري، الأسبوع الماضي أنها ستشتري جميع الأسهم التي لا تملكها بالفعل في شركة سفيتزر جروب إيه/إس، مشغلة قاطرات السفن، في صفقة تُقدر قيمتها بتسعة مليارات كرونة دانمركية (1.3 مليار دولار).
وفي أواخر مارس/آذار، وافق أولوف هالروب، رئيس مجلس إدارة شركة فورتنوكس إيه بي السويدية لبرمجيات المحاسبة، على الشراكة مع إي كيو تي إيه بي في عرض استحواذ خاص بقيمة 4.5 مليار دولار.
وقال إدوارد فريمان، الشريك في فريشفيلدز في هونغ كونغ، "لقد خلقت أسعار الأسهم المنخفضة نسبيًا فرصة شراء جذابة، لا سيما للشركات التي لا يزال طريق انتعاش أسعار أسهمها غير واضح".
ومع تقلبات تداول الأسهم التي بلغت مستوى غير مسبوق منذ الأيام الأولى لجائحة كوفيد، فإن المستثمرين الأذكياء الذين يتبنون رؤية طويلة الأجل هم في أفضل وضع لتجاوز هذه الأزمة، وفقًا لنايجل غرين، الرئيس التنفيذي لشركة ديفير جروب للاستشارات المالية.
وكتب غرين في مذكرة، "ليس هذا الوقت المناسب للوقوف على الحياد، من يستثمر ويتصرف باستراتيجية في مثل هذه الأوقات هو دائمًا من يجني أكبر الثمار".
مع ذلك، اتجهت أمثال عائلة أنييلي الإيطالية والعائلة المؤسسة لشركة ليغو مؤخرًا إلى جني الأرباح من أسهمها المدرجة، مع بعض عمليات البيع النادرة.
وعلى الرغم من جهود الكثيرين لتنويع أصولهم، إلا أن الأثرياء ليسوا بمنأى عن اضطرابات السوق، فقد تكبد أغنى 500 شخص في العالم أكبر خسارة في ثلاثة أيام على الإطلاق على مؤشر بلومبرغ للمليارديرات.
وقال فريمان من فريشفيلدز، "غالبًا ما يكون من الصعب تسعير الخصخصة بنجاح عند انخفاض سعر السهم على المدى القصير، ولكن عندما تكون هناك مشكلة طويلة الأجل تؤثر على سعر السهم، فإن المساهمين المسيطرين أو المؤسسين - الذين يمتلكون رأس المال أو يستطيعون جمعه - غالبًا ما يكونون في وضع جيد لاغتنام فرصة خصخصة الشركة وإجراء التغييرات اللازمة".
الملياردير الجنوب أفريقي ناثان كيرش
وبينما تراجعت مؤشرات الأسهم الآسيوية يوم الاثنين، مسجّلةً أسوأ أداء يومي لمؤشر أستراليا القياسي منذ مايو/أيار 2020، دفعت أنباء عرض أباكوس ستوريج السهم نحو الارتفاع، مسجلاً ارتفاعًا قياسيًا بنسبة 21%.
وتعافى السوق عموماً من خسائره الفادحة في وقت مبكر من يوم الثلاثاء.
وكتب برايان فريتاس، مؤسس بيريسكوب أناليتكس، والذي ينشر أيضاً على منصة سمارت كارما، في مذكرة حول صفقة أباكوس ستوريج، "مع استمرار الأسواق في التداول بهذه الطريقة، يُعدّ العرض جذاباً".
وفي أوروبا، عرضت عائلة ميرسك تحويل أسهم شركة سفيتزر إلى شركة خاصة بعد عام واحد فقط من بدء تداولها في كوبنهاغن.
وتعتبر شركة الخدمات البحرية الدنماركية جزء من مجموعة ميرسك منذ أكثر من 40 عاماً، بعد أن أصبحت ميرسك المساهم الأكبر في عام 1979.
وأفادت وحدة الاستثمار التابعة لعائلة ميرسك أن الإدراج لم يحظَ بالاهتمام المتوقع، وانخفضت أسهم سفيتزر بنسبة تقارب 8% منذ تاريخ الإدراج في عام 2024 وحتى الأول من أبريل/نيسان.
وقفزت بنسبة 30% في يوم إعلان تحويل الأسهم إلى شركة خاصة.
الجودة والمرونة
وقد يختبر تراجع السوق أيضًا رغبة المستثمرين الأثرياء في المضي قدمًا في صفقات الاستحواذ التي كانت مُعدّة قبل التقلبات الأخيرة في السوق.
وقدّمت عائلة موريرا ساليس البرازيلية عرضًا رسميًا في 10 مارس/آذار للاستحواذ على شركة التعبئة والتغليف الفرنسية "فيراليا إس إيه" لمساعدة استثماراتها الرئيسية على تجاوز التوترات التجارية بشكل أفضل.
وأعلنت عائلة ويدجاجا الإندونيسية، فاحشة الثراء، في 27 مارس/آذار عن عرض للاستحواذ على أسهم شركة سينارماس لاند المحدودة، المدرجة في بورصة سنغافورة، مما يُقدّر قيمة شركة العقارات بـ1.32 مليار دولار سنغافوري (978 مليون دولار أمريكي).
وفي حين لم يطرأ أي تغيير يُذكر على سعر سهم سينارماس لاند منذ أواخر مارس/آذار، انخفض سعر سهم فيراليا بأكثر من 10% منذ أن قدّمت عائلة موريرا ساليس عرضها لشراء شركة تصنيع الزجاجات.
وتبلغ ثروة هذه السلالة اللاتينية، التي تمتلك أصولاً رئيسية في قطاعي التعدين والتمويل، حوالي 23 مليار دولار، وفقًا لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات.