أعلن جهاز الشرطة القضائية فرار سجناء خطرين من سجن الجديدة بالعاصمة الليبية طرابلس، بعد اشتداد القتال بين القوات الموالية لحكومة الوحدة الوطنية وجهاز الردع ومكافحة الإرهاب.
فقد ارتفعت حدة الاشتباكات المسلحة بين "اللواء 444 قتال" الموالي للحكومة والمدعوم من قوات من مصراتة و"جهاز الردع" المدعوم من قوات من مدن الغرب الليبي، من أجل السيطرة على مؤسسات الدولة والأماكن الاستراتيجية في العاصمة طرابلس.
وقال ناشطون إن المواجهات وأصوات إطلاق النار لم تتوقف منذ ليل الثلاثاء، وشملت كافة أحياء العاصمة طرابلس، بما في ذلك الأحياء السكنية والمناطق التي تتواجد فيها مقرات الدولة والمؤسسات الحكومية، وهو ما تسبّب في تعليق حركة الملاحة الجوية بمطار معيتيقة، والإعلان عن توقف الدراسة، بينما أعلن الهلال الأحمر حالة الطوارئ ورفع درجة التأهب القصوى.
بدوره، أفاد مراسل "العربية/ الحدث" بدخول قوات جاءت من مدينة الزاوية وسيطرت على منطقة الغيران المدخل الغربي للعاصمة طرابلس بعد اشتباكات مع قوات الأمن العام التابعة لحكومة الدبيبة.
وكان التوتر ازداد عقب قرارات رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، التي أعاد بمقتضاها ترتيب الأجهزة الأمنية، بعد الإطاحة بجهاز دعم الاستقرار وتصفية رئيسه عبد الغني الككلي، وإزاحة عدد من الشخصيات المرتبطة به من مناصب حساسة، وكذلك بعد تهديدات وجهّها إلى جهاز الردع ومكافحة الإرهاب الذي وصفه بالقوات غير النظامية.
وتعليقا على ذلك، دعت البعثة الأممية في ليبيا، في بيان فجر اليوم الأربعاء، لوقف "فوري وغير مشروط" لإطلاق النار في جميع المناطق المأهولة، محذّرة من تداعيات خطرة قد تزيد من عدم الاستقرار في البلاد وتفاقم الأزمة الأمنية والإنسانية. وقالت البعثة إن "استمرار الأعمال العدائية لن يؤدي إلا إلى تعميق عدم الاستقرار في طرابلس وليبيا بأكملها"، داعية جميع الأطراف إلى "إعطاء الأولوية لحماية المدنيين" والانخراط في "حوار جاد وصادق" لتسوية النزاعات سلميا.
يذكر أنه على الرغم من أن طرابلس تنعم بهدوء نسبي منذ يونيو 2020، فإنها تشهد من حين لآخر اشتباكات بين مجموعات مسلّحة متنافسة لأسباب يتعلّق معظمها بالصراع على مناطق النفوذ والمواقع الحيوية.