أكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس موقف إسبانيا الرافض لأي ضم غير قانوني للأراضي الفلسطينية، وأن بلاده لن تعترف أبدا بضم إسرائيل لغزة أو الضفة الغربية.
وأشار الوزير في تصريحات إذاعية إلى أن هذه المناطق تشهد حاليا "غزوا فعليا" من خلال عمليات التهجير القسري للسكان الفلسطينيين. كما وجه انتقادات حادة للاتحاد الأوروبي واصفا رد فعله على الأزمة بأنه "جاء متأخرا جدا وضعيفا"، معلنا أن إسبانيا تدفع نحو تعليق فوري لاتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.
ولم يتردد الوزير الإسباني في اتهام إسرائيل بارتكاب "جرائم خطيرة" بحق المدنيين الفلسطينيين، مشيرا بشكل خاص إلى عمليات القتل التي تستهدف المواطنين أثناء انتظارهم للحصول على الغذاء، داعيا إلى فتح كافة المعابر البرية أمام المساعدات الإنسانية، معتبرا أن عمليات إسقاط المساعدات جوا لا تحقق سوى تأثير محدود في مواجهة الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.
وجاءت تصريحات ألباريس فيما كشفت مصادر فلسطينية عن نقص حاد في المساعدات، حيث لم يدخل قطاع غزة سوى 674 شاحنة مساعدات منذ 27 يوليو، وهو ما لا يغطي سوى 14% من الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع.
وفي السياق نفسه، تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى ضرورة دخول 600 شاحنة مساعدات يوميا لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية للسكان الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود.
يذكر أن إسرائيل كانت قد أعلنت في 26 يوليو الماضي عن استئناف عمليات إسقاط المساعدات جوا وإنشاء ممرات إنسانية لوكالات الإغاثة، وذلك بعد أشهر من الحصار الشامل الذي فرضته على القطاع، تلتها حملة عسكرية واسعة على غزة تحت اسم "سيوف حديدية" أسفرت عن تدمير البنية التحتية وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع الذي يعاني من انقطاع شبه كامل للكهرباء والمياه والإمدادات الطبية.
يذكر أن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز كان قد صرح منذ شهرين، أن بلاده تدعو جميع الدول الأوروبية إلى الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة، مشيرا إلى أن هذا هو السبيل الوحيد لحل الصراع.