أدّت كيم جو آي، الابنة المدللة للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، أول زيارة علنية لها إلى الخارج حيث رافقت والدها في زيارته الأخيرة إلى الصين.
وأثار ظهور كيم جو آي اهتماما واسعا، إذ شوهدت الفتاة الصغيرة وهي تسير خلف والدها على البساط الأحمر مبتسمة بأدب، مرتدية ملابس سوداء وشعرها مربوط بشريط، في مشهد لفت أنظار المراقبين وأثار التساؤلات حول مكانتها المستقبلية داخل العائلة الحاكمة.
وتأتي هذه الزيارة في مناسبة ذات أهمية كبرى، حيث يشارك كيم جونغ أون في عرض عسكري ضخم نظمته الصين بمناسبة الذكرى 80 للحرب العالمية الثانية والنصر على اليابان.
ورغم بروزها في الاستقبال، فإن جو آي لم تظهر في اليوم التالي حين تقدم والدها على البساط الأحمر في ميدان تيانانمن قبل العرض العسكري.
ولا يعرف الكثير عن ابنة كيم، التي لم يؤكد وجودها علنا إلا العام 2022 بعد سنوات من التكهنات. وكان نجم كرة السلة الأمريكي دينيس رودمان قد كشف العام 2013 عن وجودها حين قال إنه التقى بالعائلة في بيونغ يانغ وحمل الطفلة التي عرفوه بها باسم جو آي. وتبقى تفاصيل عمرها وسنة ميلادها غير مؤكدة، لكن التقديرات تشير إلى أنها في سن ما قبل المراهقة أو أوائلها. وفق موقع "آر تي".
وظهرت للمرة الأولى إلى جانب والدها العام 2022 خلال إشرافه على إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات، ثم تكررت مشاركاتها في فعاليات عسكرية خلال العام 2023، من بينها عرض عسكري في بيونغ يانغ ظهرت فيه وهي تتابع صفوف الصواريخ.
ويرى خبراء أن هذه الإطلالات تحمل رسائل واضحة تؤكد تمسك كوريا الشمالية بترسانتها العسكرية وبرنامجها النووي، وأن عائلة كيم تبقى في صلب القوة العسكرية للبلاد.
كما يرى مراقبون أن إدماج كيم لزوجته وابنته في المناسبات الرسمية يعكس رغبته في إظهار أن سلالته العائلية والجيش مرتبطان ارتباطا وثيقا، في امتداد للتقاليد الوراثية التي حكمت بها كوريا الشمالية منذ تأسيسها العام 1948 على يد كيم إيل سونغ، ثم انتقال الحكم إلى ابنه كيم جونغ إيل العام 1994، قبل أن يتولى كيم جونغ أون السلطة بعد وفاة والده في 2011.
وأثار الظهور العلني لابنة كيم نقاشا واسعا حول إمكانية إعدادها كخليفة محتملة، خاصة أن وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية تصفها بعبارات مثل "المحبوبة" و"المحترمة"، بينما اعتبر خبراء أن اصطحابها إلى فعاليات عسكرية منذ سن مبكرة قد يكون تمهيدا لتحمل مسؤولية قيادة جيش يضم أكثر من مليون جندي.
غير أن بعض المحللين يستبعدون هذا الاحتمال، مشيرين إلى أن كيم لديه أبناء آخرون قد يكونون الأوفر حظا لتولي الحكم.
وفي المقابل، يرى آخرون أن ظهورها قد يكون جزءا من حملة دعائية لتقديم صورة كيم كرجل أسرة وأبوي. وتذهب تقديرات إلى أن اختيار ابنته لهذا الدور قد يعود إلى أن وجودها كشف علنا من قبل، في حين أن أشقاءها ما زالوا بعيدين عن الأضواء.
ووفقا لرأي الباحثة جيني تاون، فإن شهرة جو آي اليوم تجعل من المستحيل تقريبا أن تسلك مسار والدها الذي درس في سويسرا خلال تسعينيات القرن الماضي، مؤكدة أنها أصبحت معروفة على نطاق واسع بما يمنعها من الدراسة خارج البلاد مستقبلا.