بثت القناة الرابعة البريطانية تحقيقا من داخل أكاديمية بناي دافيد، التي أنشئت قبل 25 عاما في مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة، كمدرسة دينية يهودية يتلقى فيها الشبان اليهود المتحمسون دروسا دينية قبل التحاقهم بجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وحلل التحقيق مئات الساعات من الدروس الدينية اليهودية التي يقدمها في الأكاديمية حاخامات يهود وتحشو العقول وتغذي التطرف بين عناصر جيش الاحتلال المتدربين قبل إرسالهم إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة. وكشف التحقيق أن العديد من قيادات جيش الاحتلال تخرجوا من هذه الأكاديمية.
ويبدأ الوثائقي، الذي أعده سكوندر كرماني، بمشهد للضابط الإسرائيلي ييل رائيل في غزة وهو يقول "عدنا إلى غزة، وسنحصل على المزيد قريبا، وسنصل قريبا إلى دمشق وبيروت"، ليشير الوثائقي إلى أنه "في قلب الجيش الإسرائيلي يتمركز متشددون يتبعون أيديولوجية متطرفة"، ورائيل تخرج من هذه الأكاديمية وهو مسؤول شؤون الخريجين فيها.
وينقل التحقيق عن المحامي الإسرائيلي نيهوريا، أن "هؤلاء يؤمنون بأن لديهم مهمة إلهية لتخليص العالم واحتلال جميع الأراضي الموعودة"، بما فيها الضفة الغربية وغزة وأجزاء من لبنان وسوريا، وتحويل هذه المدن إلى مدن إسرائيلية، استنادا إلى التوراة.
ولتأكيد ذلك يظهر حاخام مباشرة وهو يلقي درسا أمام مجموعة من الجنود في غزة ويتحدث إليهم بقصص دينية؛ من قبيل الحرب بين "النبي جوشوا" والعماليق. ويقول "لن ننسى للحظة أو نسامح العماليق على ما فعلوه بنا في 7 أكتوبر. أيها الجنود، الليلة سنقتحم غزة. غزة هي عضو حيوي من جسد دولة إسرائيل وتم سلخها عنها".
ووثق التحقيق كيف أن الأكاديمية مسؤولة بشكل خاص عن انتشار الأيديولوجيا الدينية المتطرفة في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي.
والتقى معد التحقيق كرماني بمسؤولي المدرسة، التي تحولت إلى "مؤسسة وطنية في إسرائيل"، إضافة إلى عدد من طلابها. ووثق أن هناك نحو أربعة آلاف من طلابها خدموا في صفوف جيش الاحتلال في غزة، كما سبق أن درس في هذه المدرسة عدد من كبار قادة الجيش، بينهم السكرتير العسكري لنتنياهو، والقائد العسكري في الضفة الغربية. كما التحق عدد من طلاب المدرس بالدوائر الحكومية والإعلام.