بغداد- ميل
بينما تتسابق أوروبا للحصول على ما يكفي من الطاقة لفصل الشتاء، تخوض الاقتصادات الوطنية فتراتٍ من الركود، وتكافح عمالقةُ الطاقة ضد الإفلاس، فحتى لو تمكَّنت الدول الأوروبية من النجاة خلال الشتاء، فإنَّها ستواجه صراعاتٍ مماثلةً في الشتاء التالي.
من المحتمل أيضاً أن تشهد أسواق النفط ربعاً نهائياً متقلِّباً للغاية هذا العام، حيث ترتفع الأسعار مع دخول الحظر على النفط الروسي حيِّزَ التنفيذ. كما أنَّ انخفاض إمدادات الطاقة بسبب العقوبات المفروضة على روسيا، إلى جانب إغلاق موسكو طرقَ تصدير الغاز الرئيسية، سيجعل أوروبا تتدافع للحصول على النفط والغاز بعد مدة طويلة من مرور الشتاء القادم، إذ إنَّ الأزمة الحالية ليست «قصة شتاء واحدٍ فقط»، وفقاً لما ذكره المحللون في مقالة نشرها موقع «أويل برايس» مؤخَّرا.
ومن جهتها أشارت أمريتا سين، مؤسسة ومديرة البحوث في «إنرجي آسبيكتس»، إلى أنَّ أوروبا ستحتاج إلى تقنين الطلب لتتمكن من تحقيق التوازن في السوق، ليس لهذا الشتاء فقط، بل للشتاء المقبل، وربما للشتاء الذي يليه أيضاً.
أمَّا البنك المركزي الألماني فذكر في تقريره الشهري في وقت سابق من هذا الأسبوع أنَّ أزمة الطاقة تسير بألمانيا نحو الركود، الذي سيتعمَّق مع اقتراب أشهر الشتاء وسْط أزمة الطاقة والغاز الطبيعي المستمرة. لذلك توجهت ألمانيا نحو تأميم «يونيبر»، أكبر مستورد للغاز، لمنع انهيار مورّدي الطاقة والغاز الألمان.
وفي مختلف أنحاء أوروبا، تضطر الصناعات إلى كبح الإنتاج أو إيقافه بسبب ارتفاع أسعار الطاقة، في حين تشير العديد من جمعيات الصناعة الأوروبية إلى أنَّ مقترحات المفوضية الأوروبية لخفض أسعار الطاقة ومساعدة الأسر والشركات خلال الأزمة ليست كافية لمساعدتها على اجتياز فصل الشتاء.
أمَّا فيما يتعلَّق بسوق النفط، فصرَّحت سين بأنَّ سوق النفط ستشهد ربعاً أخيراً متقلِّباً جداً هذا العام، فبعد عام 1990، شهد عام 2022 حتى الآن ثاني أعلى تقلُّب بعد عام 2020. وأضافت سين أنَّها «تتوقع أسعاراً أعلى بكثير حتى نهاية العام»، حيث تبلغ توقعات «إنيرجي آسبيكتس» لأسعار النفط في نهاية العام نحو 120 دولاراً للبرميل. علماً بأنَّه في وقت مبكر من يوم الجمعة، جرى تداول خام برنت عند 90 دولاراً للبرميل.