أعلن فريق خبراء من الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، أن معاملة طالبان للنساء قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية ويجب التحقيق فيها والمحاسبة عليها بموجب القانون الدولي.
وقال خبراء الأمم المتحدة، في بيان، إن أحدث أفعال طالبان بحق النساء والفتيات عمقت الانتهاكات الحقوقية القائمة - التي تعد "الأكثر قسوة وتوحشا عالميا"- وقد ترقى للاضطهاد على أساس النوع وهو جريمة ضد الإنسانية، في إشارة إلى استئناف طالبان عقوبة الجلد التي شهدها حكمها في التسعينيات.
جاء بيان الخبراء الذين عينتهم الأمم المتحدة بعد تأكيد من طالبان على وجود ثلاث نساء بين 12 شخصا جلدوا الأربعاء أمام مئات المتفرجين في ملعب رياضي محلي، وفق ما نقلته وكالة "أسوشييتد برس".
ففي 11 نوفمبر/ تشرين ثان بمدينة تالقان، في ولاية تخار شمال شرقي البلاد، جلد 10 رجال و9 نساء 39 جلدة لكل منهم أمام عجائز وباحثين وسكان في مسجد المدينة الرئيسي بعد صلاة الجمعة. واتهموا بالزنا والسرقة والفرار من المنازل.
هذا ولم يشر البيان الصادر عن الخبراء تحديدا إلى حالات الجلد العلني لكنه قال إن طالبان ضربت رجالا رافقوا نساء ارتدين ملابس ملونة أو لم يغطين وجوههن.
وأضاف البيان "نشعر بقلق بالغ إزاء مثل هذه الأفعال التي تهدف إلى دفع الرجال والصبية لمعاقبة النساء والفتيات اللاتي يقاومن محاولة طالبان القضاء عليهن، وهو ما يزيد حرمانهن من حقوقهن، ويطبع العنف ضدهن".
كما حث البيان طالبان على إعادة احترام حقوق وحريات النساء والإفراج عن نشطاء معتقلين وإعادة السماح بالوصول للمدارس والأماكن العامة.
ويتضمن فريق الخبراء المعين من مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ريتشارد بينيت، المنسق الخاص لحالة حقوق الإنسان في أفغانستان وفريدة شهيد، المنسقة الخاصة للحق في التعليم
من جانبه، رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الذي عينته طالبان، عبد القهار بلخي، بيان الخبراء وهاجم الأمم المتحدة.
وعدد بلخي في رسالة للأسوشييتدبرس ما قال إنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبتها المنظمة الأممية - حسب قوله - ومنها "العقاب الجماعي الراهن لأفغان أبرياء بعقوبات الأمم المتحدة، كلها باسم حقوق النساء والمساواة".
يذكر أنه منذ سيطرة طالبان على أفغانستان في أغسطس/ آب 2021 مع انسحاب قوات الولايات المتحدة والناتو، وعدت الحركة بحكم أكثر اعتدالا والسماح بحقوق النساء.
لكنها في الواقع منعت الفتيات من الدراسة في المدارس الإعدادية والثانوية وحظرت الوظائف على معظمهن وأمرتهن بتغطية أجسادهن من رؤوسهن إلى أخمص أقدامهن علنا. ومنعت النساء من الذهاب إلى الحدائق والمتنزهات والصالات الرياضية والمهرجانات.
والجلد علنا فضلا عن الإعدام والرجم علنا في أنحاء أفغانستان كانت من الأمور التي رافقت حكم طالبان في الفترة بين عامي 1996 و2001، قبل الإطاحة بهم من قبل القوات الأميركية عقب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول.