بغداد- ميل
هزت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسواق في وقت مبكر من يوم الاثنين، مع تراجع الدولار الكندي والبيزو المكسيكي وعقود الأسهم الأميركية الآجلة في وقت يسارع المستثمرون إلى تقييم مدى تأثير الرسوم على أكبر شركاء أميركا التجاريين.
وتعرض الدولار الكندي لضغوط مع بدء التداول في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث انخفض بنسبة 1.4% إلى 1.473 دولار كندي مقابل نظيره الأميركي، وهو أدنى مستوى له منذ عام 2003.
وانخفض البيزو المكسيكي بأكثر من 2% إلى 21.15 مقابل الدولار. كما خسر اليورو 1%.
وانخفضت العقود الآجلة للأسهم الأميركية بشكل حاد، حيث خسرت العقود التي تتبع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي 1.8%، بينما تراجعت العقود التي تتبع مؤشر ناسداك 100 بنسبة 2.6%.
وغالباً ما تكون أحجام التداول ضئيلة للغاية في بداية الجلسة، مما قد يؤدي إلى تفاقم تحركات الأسعار.
وجاءت الانخفاضات الحادة بعد أن فرض ترامب يوم السبت رسوماً جمركية بنسبة 25% على جميع الواردات من المكسيك وكندا، مع فرض رسوم أقل بنسبة 10% على الطاقة الكندية، ورسوم جمركية جديدة بنسبة 10% على الواردات من الصين. كما هدد الأسبوع الماضي بفرض رسوم جديدة على الاتحاد الأوروبي.
وحذر خبراء اقتصاديون من أن الرسوم الجمركية الجديدة قد تؤدي إلى تسارع التضخم في الولايات المتحدة، وهو الأمر الذي دفع عائدات سندات الخزانة والدولار إلى الارتفاع بعد انتخاب ترامب في نوفمبر/ تشرين الثاني.
في السياق، قال كبير خبراء الاقتصاد في أليانس بيرنشتاين، إريك وينوغراد: "إن الدلالات الأكثر وضوحاً هي قوة الدولار. وشراء الدولار هو التعبير الأنظف والأكثر وضوحاً عن الحرب التجارية التي يتم إطلاقها الآن".
وأضاف وينوغراد أن "العملات التي ستعاني أكثر من غيرها هي تلك التي تُفرض عليها الرسوم الجمركية"، مشيراً إلى أن "هناك حجة جيدة مفادها أن سوق الأسهم ستعاني قليلاً".
إلى ذلك، ارتفعت أسعار النفط مساء الأحد، حيث ارتفع خام برنت القياسي الدولي بنسبة 1.5% إلى ما يقرب من 77 دولاراً للبرميل.
وقال جورج سارافيلوس من دويتشه بنك إن إعلان التعرفات الجمركية جاء "من الطرف الأكثر تشدداً من الطيف الحمائي الذي كان من الممكن أن نتصوره"، وأن الأسواق بحاجة إلى "إعادة تسعير علاوة مخاطر الحرب التجارية بشكل هيكلي وكبير".
سجل البيزو المكسيكي تراجعاً حاداً في الأسابيع الأخيرة مع قيام المتداولين بفحص إعلان إدارة ترامب الجديد بحثاً عن أدلة حول مدى سرعة ومدى نطاق أي رسوم جديدة.
وقالت غابرييلا سيلر، كبيرة خبراء الاقتصاد في بنكو بيز المكسيكي، في إشارة إلى عدد البيزو مقابل الدولار: "إذا ظلت التعرفة الجمركية سارية لعدة أشهر، فسوف يصل سعر الصرف إلى مستويات تاريخية جديدة. وإذا بقيت سارية، فسوف يكون ذلك بمثابة تغيير هيكلي للمكسيك... وقد تدخل المكسيك في ركود عميق قد يستغرق الخروج منه سنوات".
في المقابل، قال محللون في بنك بي بي في إيه المكسيك إنهم يعتقدون أنه من غير المرجح أن تستمر الرسوم الجمركية لفترة طويلة.
