الهيئة العليا: انتهاء المرحلة الثانية للتعداد والنتائج ستعلن الأسبوع الحالي
المرور تقدم 7 نصائح للسائقين بسبب تدني مستوى الرؤية غداً الأحد
الصحة تصدر توضيحاً حول حقيقة انتشار أمراض الجلدية في المدارس
العراق يُخاطب العالم برسائل رسمية لكبح تهديدات "تل أبيب": نحن ركيزة الاستقرار
الأمم المتحدة: قلقون على أمن النازحين اللبنانيين العائدين من سوريا
على جذع النخلة
كتب .. كاظم المقدادي
فجأة..اصبحت لعبة كرة القدم من اهتمامات السياسيين ورجال الدين .. وكان منهم من اهملها ، وقلل من شأنها ، ومنهم من وسم اللاعبين بعبارات ليس فيها رجولة.. والبعض الاخر لا يتذكرها الا في حالات الفوز بالبطولة .
منذ متى واحزاب السلطة تقدر جهد الرياضيين ، وتكرمهم وترفع من شأنهم ، وهم اللاهون في حساباتهم وارصدتهم ، والساهون عن واجباتهم ، تاركين الشعب يتلوى بفسادهم ، ويتلظى بجهلهم واخطائهم .
اصعب ما في المعادلات الاخلاقية ..ان يتم تجيير الجهد الوطني لصالح من لا يقدر هذا الجهد، الا لغايات محمومة ، واهداف ممقوتة .
كلنا شاهدنا .. التسابق المحموم على تكريم فريقنا الوطني .. وهو ذات التنافس المشبوه الذي يحدث في مواسم الانتخابات النيابية ، وذات الجري السقيم ، لاستغلال وتوظيف كل حالة وطنية .. بشكل سافر، دون حياء ولا خجل ، ومن دون مراعاة للمشاعر الشعبية.
كنت ضيفا على فضائية B.B.C العربية .. والحديث كان عن اهمية بطولة الخليج العربي الكروية..
وقلت : ان اكثر من قمة عربية عقدت في بغداد ، ولم تفلح بعودة العراق الى الحضن العربي .. بينما نجحت بصرة البطولة ، وبعفوية غير معهودة ، بعودة العراق الى حضن الامة العربية.. وهكذا نجد ان الشعارات الفضفاضة غير المشاعر الجياشة التي ادهشت الناس اجمعين ، فتحدث عنها الضيوف العرب قبل العراقيين .
كانت رسالة اهلنا في البصرة تختزل كل مشاعر الود والغبطة ، بوجود العرب على ارض العرب .. مشاعر كريمة نبيلة بكل معانيها العظيمة .
البصرة .. بندقية العرب ، هكذا كانت وستعود .. كما كانت قبلة للاشقاء ، قبلة الود والنقاء والصفاء .
كرة القدم جمعتنا ، وفجرت فيينا كل هذه الطاقات والمشاعر الكبيرة والامال العظيمة ، فاهتزت وربت ، داخل المستطيل الاخضر، وسبل الاستدامة باتت موجودة ، بتوظيف النشاطات الرياضية .. من الالعاب الاولمبية بكل انواعها .. الى تنشيط الحركة السياحية بكل فروعها .. الى تفعيل الفرص الاستثمارية بكل طاقاتها وتنوعاتها .. والدعوة الى اقامة المهرجانات الثقافية والفنية والتراثية .
من اجمل الرسائل التي انتشرت من داخل ملعب جذع النخلة.. ان الملعب البصراوي جمع اكثر من ستين الف متفرج .. جاؤا من كل المدن العراقية .. تركوا الطائفية والمذهبية وراء ظهورهم ، بوطنية عراقية معهودة .
اللافت ايضا .. هذا الحضور البهي للمرأة العراقية ، التي دخلت الملاعب لاول مرة .. فرحة ، مبتهجة ، مشجعة متحمسة .. تركت حنجرتها تصدح باجمل العبارات التشجيعية .
البصراويون .. هم من اجاد الكتابة على جذع النخلة ، فلا تبخسوا اشياءهم .. وهم الاجدر منا جميعا لتكريم فريقنا الوطني ، والاحتفاء به تحت ظلال جذع النخلة .. التي اهتزت .. فتساقط على اهل البصرة رطبا جنيا.
جميع الحقوق محفوظة (ميل نيوز)