برشلونة يقصي اتلتيكو مدريد ويتأهل لملاقاة الريال في نهائي كأس الملك
سقوط 7 شهداء اثر العدوان الصهيوني على مطار حماة العسكري في سوريا
بسبب "أنشطة معادية" .. ليبيا تغلق مقرات منظمات دولية غير حكومية
موسكو وطهران تناقشان عملية المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني
تقارير: النادي الملكي يخطط للتعاقد مع مدرب ليفربول السابق
الداخلية توجه التحقيق بشأن الحادث الذي حصل في الشرطة الاتحادية
دولة خليجية تستعين بالربط الكهربائي الإقليمي لحل أزمة انقطاع التيار
التعليم: مؤشر البحث العلمي شهد نموًا ملحوظًا
الحرس الثوري: تداعيات الرد الإيراني ستفتح فصلا جديدا في معادلات الإقليم والعالم
اعتقال عصابة خطرة تتاجر بالمخدرات في بغداد
سوريا المنكوبة وعدالة المواقف
كتب .. د. أثير الجاسور
لطالما حشدت الدول إمكانياتها في سبيل القضاء على عدو أو التربص لخصم من خلال تشكيل التحالفات التي من خلالها يتم العمل على تحقيق الهدف من التشكيل قد نكون أو نحسب على خانة المثاليين الذين يبحون عن تلك الإبرة في كومة القش إذا ما تحدثنا عن عدالة الفعل والمواقف في مواجهة الكوارث الطبيعية التي لا تقل خطورة لا بل اكبر من تلك الكوارث التي يصنعها الإنسان،
من خلال القراءات حول عمل هذا النظام ووحداته الدولية نجد أن غالبية التحشيد حول القضايا الإنسانية يأتي من بعد دراسة المستفيد من هذا التحشيد بعد أن يعمل على تكريس كل جهوده في تحقيق مصلحته بالأساس من ثم الانطلاق نحو إدراج جملة من الفقرات المتعلقة بالحق والحقوق والعيش الكريم والمساعدة على تعزيز الأخير بشتى الطرق.
لعبت الدول الكبرى دور كبير في علمية التحشيد للمخاطر سيما وانها مهيأة لتحضير الجيوش والانطلاق صوب كل ما يهددها أو الحاجة إلى السيطرة عليه، وهذا قد يكون من بديهيات نظام عمت به الفوضى السياسية والاضطرابات الاقتصادية والحلات كثر في تحديد معاني التدخل والمساعدة والتي قد تصل في مراحل مختلفة إلى الاحتلال، والتجارب أيضا كُثر التي تحدثت عن تدخلات بمسمى المساعدة التي انتقت بالمحصلة دولاً هشة وشعوب متعبة مغلوب على أمرها أنهكتها أنظمتها وعملية التدخل التي أفرزتها إجراءات هذه الأنظمة وسلوكها، وشاهدنا قريب في ما حصل بثورات الربيع العربي وكيفية التعامل مع الدول التي تصورت الدول الكبرى وحلفائها أنها مهددة لمصالحها ولشعوبها مثل سوريا وليبيا تحديداً.
مثالنا هنا سوريا وما يعانيه شعبها من ويلات دمار من صنع البشر منذ العام 2011 ولغاية اليوم وكيف انقسمت القوى بين معارضة ومؤيدة لنظامها السياسي الذي اصر على البقاء حتى وإن كلفه ذلك دمار شعبه، وكيف تعاملت القوى الدولية والإقليمية مع القضية السورية على أنها قضية عالمية مهددة للإنسانية من جراء السلوك المتبع من قبل النظام السوري سواء مع جيرانه وحلفاء القوى المذكورة وتعامله بذات الوقت مع شعبه المعترض على سياساته منذ توليه الحكم ولغاية اللحظة، مما ساعد على تقسيم سوريا إلى مناطق مؤيدة ومعارضة ومتحفظة انتج عن الأف المهجرين والنازحين والمشردين والقتلى ناهيك عن الحالة الاقتصادية السيئة التي يعيشها الشعب السوري، كل هذا تم تنفيذه وفق مخططات تعمل عليها الدول العالمية والإقليمية الغاية منه تحقيق مصالحها والتحشيد العسكري وتمويل السلاح للمقاتلين من كلا الطرفين مستمر بالإضافة إلى المقاتلين وزجهم بهذه الحرب دون أي عذر أو شرع.
اليوم سوريا بشعبها المنكوب تعرضت إلى زلزال مدمر وصلت حصيلة المتوفين فيه 36 الف شخص وبالرغم من الدول المشاركة في عملية الإنقاذ لم نرى ذلك التحشيد الكبير العالمي الذي يوازي تحشيد القتل والدمار، بالمحصلة حتى تأخذ المواقف حيزها من الأخلاق والعدالة ونزولاً للتوجهات الإنسانية العالمية كان من الضروري أن يتم تشكيل تحالف عالمي عمله لإغاثة الشعب السوري لا يقتصر عمله على إخراج الأحياء والأموات ورفع الأنقاض بل يذهب لأكبر من ذلك من خلال تفويض أممي يساهم في رفع معانة المنكوبين والمساهمة في بناء ما تم تدميره من قبل هذه الكارثة الطبيعية والابتعاد عن الحلول الآنية التي تقتصر على تزويدهم بالخيم وفتات الطعام والملبس، من هنا يمكننا الحديث عن وجود عدالة وأخلاق في السياسة الدولية لا تقتصر على الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية إنما التأكيد على قضية إحياء الأنسان في كل بقاع الأرض.
جميع الحقوق محفوظة (ميل نيوز)