الرافعة الصفراء تحلُّ عنق بغداد من "طوق خانق"
بغداد- ميل
أنهى توجيه حكومي عاجل، سنوات من "المعاناة" كابدها سكّان شمال بغداد، بسبب طوابير طويلة من السيارات كانت تتكدّس على قارعة الطريق، بسبب إجراءات توصف بأنها "معقدة".
وشهدت خاصرة بغداد الشمالية، صباح اليوم الأربعاء، المباشرة برفع سيطرة التاجي بعد توجيهات أصدرها رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني مؤخراً، تمهيداً لإنجاز العمل في مدخل بغداد - الموصل.
وانعكس هذا الإجراء على منصات التواصل الاجتماعي، عبر ردود أفعال مرحبة بالقرار الذي وصفه مدونون بـ"التاريخي"، وهي صيغة مبالغة توحي بحجم الضغط النفسي الذي تسببت به تلك السيطرة.
وكتب الصحفي والمدون سلام الزبيدي منشوراً على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، جاء فيه: "اليوم وبقرار تاريخي عجزت عنه الحكومات السابقة، تم وبحمد الله قلع سيطرة الشؤون سيئة الصيت من طريق التاجي، بعد معاناة كابدها الأهالي من تلك السيطرة، التي فشلت التظاهرات والمطالبات والمناشدات جميعها بقلعها من مكانها".
وأضاف الزبيدي، أن "تلك السيطرة كانت تعيق حركة المواطن، وتتكدس بها سيارات الحمل وتدار من قبل اناس (لا ذمة ولا ضمير)، وكانت سببا في وفاة العديد من المرضى لعدم قدرتهم على الوصول الى مستشفى الكاظمية"، معتبراً كذلك أنها "دمرت البنى التحتية للشارع ودفعت الكثير من العوائل الى بيع منازلهم لانهم يقعون تحت سطوتها".
واختتم تدوينته بالقول: "شكرا رئيس مجلس الوزراء محمد شياع. لأول مرة بالتاريخ أشكر مسؤولاً حكومياً لأنه فعلاً يستحق".
من جانبه، يروي المواطن مهند حسين، أحد سكان منطقة سبع البور في التاجي "مأساة" والده بسبب سيطرة الشؤون، قائلاً: "تعرض والدي الى جلطة مفاجئة أجبرتني على نقله الى مستشفى الكاظمية لعدم وجود مستشفى داخل المنطقة".
ويكمل: "نتيجة وقوفنا في السيطرة لأكثر من نصف ساعة بسبب الزحام وصلنا المستشفى واذا بالوالد قد فارق الحياة".
ويبين حسين أن "تلك المأساة جعلتني فرحا عندما رأيت الكتل الكونكريتية تتهاوى واحدة تلو الأخرى في سيطرة الشؤون".
ويلفت مبتهجا "قمت بتوزيع (الواهلية) على اهالي المنطقة بعد ازالة هذا الكابوس الجاثم على صدورنا".
وأصدر السوداني مؤخراً سلسلة توجيهات لتطوير وتأهيل مداخل بغداد وملاحقة الشركات المتلكئة بإجراءات شملت: زيادة أوقات العمل ليكون ثلاث وجبات بواقع 24 ساعة، وحسم أمر الغيار لمشروع مدخل بغداد - الموصل خلال 10 أيام.
كما شملت التوجيهات: رفع التعارضات المعرقلة للمشاريع خلال مدة أسبوعين، وتواجد المحافظ ونائبه والمعاونين الفنيين ميدانياً لمتابعة العمل، وتزويد رئيس الوزراء بموقف أُسبوعي عن تفاصيل سير الإنجاز.
وتشتمل أعمال تطوير مداخل بغداد على تأهيل الطرق وتشجيرها وتزويدها بالإنارة، ووضع بوابات ونقاط تفتيش بكافة خدماتها، وتجهيز السيطرات بالكاميرات والسونار والشاشات الإلكترونية، وإنشاء ساحات للتبادل التجاري وجسور للمشاة، ووضع ممرات للشاحنات ومحطات للوزن واستراحة الركاب.
جميع الحقوق محفوظة (ميل نيوز)