صدام والبعث يتصدرون السوشيل ميديا
كتب/ د. هيثم المياحي
حينما نقلب صفحات السوشيال ميديا نجد مئات الصفحات التي تنشر مقاطع صدام حسين والتركيز على البعث والتغيير وانتهاء حكم الشيعة ودخول القوات الامريكية هنا وهناك وهروب قيادات شيعية من العراق، وبالمقابل لا نرى أي جواب من قبل الحكومة او أجهزة التلفزة والاعلام، ونحن نمتلك أكبر عدد من القنوات والصحف والجيوش الالكترونية التي نسقط فيها بعضنا الاخر وتاركين الأعداء يرسمون صوره بعقول الجيل الجديد عن ماضٍ اسود وبأقلام صفراء وعقول حاقده. وهنا اود ان أقول بأن حلم العودة أصبح حلماً لا يتحقق، وصدام مثله مثل كل دكتاتور عاش ومات والبعث مثله مثل جميع الأحزاب لها زمان محدد وموقع جغرافي يتأسس فيه وينتهي فيها.
أما أمريكا فأود ان اشير الى انها في الوقت الحاضر لا يوجد لديها أي اهتمام بالملف العراقي وما نسمعه ونراه حول المشروع الأمريكي وعودة شخصيات سابقة للواجهة وإعطاء الحكم لهذه الجهة او تلك كلها ترهلات عقلية ومخلفات كتابية لا صحة لها. أمريكا حاليا مصدر اهتمامها الرئيسي فرض سيطرتها والاستمرار بدعم الدولار المهدد بالاتفاق الأخير من قبل روسيا والصين وبقية الدول التي تنضوي في نفس المحور ومن الجانب العسكري والأمني فما حدث في أوكرانيا والازمة التي تواجهها أمريكا أكثر أهمية من أي دولة ولكنها سلكت طرقا جيدة لتقريب وجهات النظر ورسم سياسة إقليمية ومناطقية بين العراق والدول العربية وبين إيران وهذه الدول أيضا حتى يسيطر الجانب الاقتصادي على العلاقات بدل الخلافات السياسية والتي انتجت حروبا عسكرية في اليمن ولبنان والعراق وسوريا.
المعادلة اختلفت نعم التغيير بدل ان يكون عسكرياً امنيا أصبح اقتصادياً لأن سياسة الصين الناعمة بدأت تزعج أمريكا كثيرا ودخولها في افريقيا بقوة والشرق الأوسط ومنافسة الشركات الامريكية العظمى أصبح كابوس يهدد القيادة الامريكية في صحوتهم ونومهم. ولكن في الختام أقول لكل تلك (الجحوش الالكترونية) لا عودة للماضي ونحن ماضون في بناء الوطن عربا كوردا سنة شيعة أقليات وجميعنا أكثرية ان شاء الله ولابد من دعم مشروع حكومة السوداني حتى نحقق سوية للمواطن العراقي ما يحتاجه وحتى ننتقل ببناء علاقاتنا الدبلوماسية الدولية.
وفي الختام هناك من يصعد في صلاحيات وواجبات السفيرة الامريكية في بغداد ويسمونها بالمندوب السامي وهذا المسمى إهانة لسيادة العراق وقوته وسلطته ولا اعتقد ان القيادة في أمريكا وحتى السفيرة تقبل هكذا مسمى فعلى الاخوة والاخوات الذين يظهرون بصفة تحليل سياسي ان يراعوا مصطلحاتهم السياسية لأنها تؤثر سلباً ان كانت في غير محلها. السفارة حاليا استجابت وتفاعلت مع جميع القوى بدون استثناء وحتى مع الحشد والفصائل وهذه مرحلة انتقالية إيجابية علينا ان نكون أكثر جدية في الطرح ومصداقية ونشكر الأطراف التي سعت الى جمع الخصماء وحل الازمات.
نحن الأن نعيش في قمة الديمقراطية التي صوتنا لها ودعمنا سوية باختلاف المكونات والقوميات والأديان والأحزاب وعلينا تحمل المسؤولية الكاملة والاعتراف بالأخطاء وتصحيحها والعمل على انشاء منظومة تحترم الدولة كجسد واحد دون تجزئة والمضي في مستقبل نكون فيه سوية ونتقاسم العمل لأجل الشعب بدلا من ان يكون للأحزاب ومحاصصاتها، وأن نقيّم الماضي حق تقييم ونخطط للحاضر والمستقبل، ففي العراق كل مقومات النجاح الاقتصادية والسياسية والمجتمعية والدبلوماسية ولكن علينا ان نحسن النوايا ونوحد صفوفنا، لأن من يتآمر على أخيه سوف يكون اول الخاسرين، فالوطن كالباخرة إن غرقت يغرق جميع من عليها.
كلي امل بأن التغيير قادم، ولكنه ليس كما يشاع عنه كما قلت سلفاً، بل في توحيد الرؤى والكملة والقرار وتقديم ما نستطيع تقديمه في ظل موازنة هائلة لثلاث سنوات ونركز على الجانب الخدمي وحل الازمات الداخلية من ثم ننتقل خارجياً.
جميع الحقوق محفوظة (ميل نيوز)