مصفى الكوت المنتظر .. 6000 فرصة عمل وموارد تُعزز غزارة الإنتاج النفطي

مصفى الكوت المنتظر .. 6000 فرصة عمل وموارد تُعزز غزارة الإنتاج النفطي

+A -A
  • 23-05-2023, 13:17
  • 891 مشاهدة
  • اراء ومقابلات / محليات

محمد الزيدي


مصفى واسط النفطي واحد من المشاريع العملاقة التي انتظر ولادتها أبناء المحافظة ردحاً من الزمن. تسع سنوات والواسطيون يطالبون بإنشاء المصفى في محافظتهم الغنية بثوراتها الاقتصادية المتنوعة. سنوات من الانتظار وسلسلة من الوعود والمخاطبات الرسمية جميعها لم تفلح في تحقيق الحلم الذي طال انتظاره، في محافظة تحيطها آبار النفط من كل جانب، وصارت بأمس الحاجة إلى مصفى يعضد ثقلها الاقتصادي، ويعيد بناء واقعها العمراني بما يتلاءم مع تطلعات أبنائها.


كيف تحقق الحلم؟


تأسيس مصفى واسط النفطي يعد أحد المشاريع التي كانت قد طالبت بها الحكومة المحلية في وقت سابق، لأهميتها وما يمكن أن تحققه من قفزة نوعية في مستوى الخدمات العمرانية والاقتصادية المقدمة لأبناء المحافظة.


وبحسب محافظ واسط محمد جميل المياحي فإن مشروع تأسيس مصفى الكوت الاستثماري طرح على هامش إعلان وزارة النفط عن سبع فرص استثمارية في قطاع الصناعات التكريرية وإنتاج مختلف المشتقات النفطية، مشيراً إلى أن "طاقة مصفى الكوت ستكون في بادئ الأمر حوالي مائة ألف برميل يوميا وفقاً لتقرير اللجان المتخصصة في الوزارة".


ويعبر المياحي عن فرح غامر يشعر به الواسطيون لهذا الإنجاز الكبير الذي يستحقونه، إذ تعد واسط من المحافظات المصدرة للنفط والغنية بثرواتها الاقتصادية"، موضحاً أن "المحافظات الجنوبية بدأت تشعر بتحسن ملحوظ في مردوداتها الاقتصادية بعدما أخذت فرصها في التطوّر والنمو على مختلف الصعد".


ويأمل محافظ المدينة أن "تشهد الأيام المقبلة طرح العديد من المشاريع الاقتصادية والتجارية التي تصب في مصلحة المحافظات التي تعرضت لظلم وحيف خلال السنوات الماضية".


وكان وزير النفط حيان عبد الغني قد قال خلال فعالية الإعلان عن الفرص الاستثمارية لمشاريع قِطاع التصفية والصناعات التكريرية في العراق التي نظمتها الوزارة بالتعاون مع الهيئةِ الوطنية للاستثمار إن الإعلان عن الفرص الاستثمارية يأتي انسجاماً مع توجيهات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وما تضمّنه البرنامج الحكومي وخطط الوزارة التي تستهدفُ زيادةَ الإنتاجِ الوطني من الطاقات التكريرية وتغطيةَ الحاجةِ المحلية من المنتجات النفطية"، مضيفاً أن "إعلان الفرص يمثل تحوّلاً في استراتيجية الحكومة والوزارة نحو تشجيع الاستثمارات الخارجية في قِطاع التصفية وتكرير النفط الخام، وفتح آفاق جديدة للشركات الدولية وشركات القِطاع الخاص المحلية المتخصصة في هذا المجال".


6000 فرصة عمل


يوفر مشروع مصفى الكوت الاستثماري في حال إنجازه ستة آلاف فرصة عمل مختلفة لأبناء المحافظة، وسيسهم برفع المستوى الاقتصادي فيها، وتكون له انعكاسات إيجابية على صعيد الواقع الخدمي والعمراني والبنى التحتية مستفيداً من موقعه الاستراتيجي وقربه من المحافظات المجاورة.


معاون محافظ واسط لشؤون الخدمات المهندس سعدون المنيهلاوي يقول إن مشروع المصفى سيكون من المشاريع الرائدة في العراق، ويأتي ضمن سعي المحافظة غير المسبوق في احداث زيادة سريعة في انتاج النفط الخام والغاز، وجعل واسط قبلة للمستثمرين العرب والأجانب".


وفي الوقت الذي يقول يدعو فيه المنيهلاوي الشركات المتخصصة الى عدم تفويت مثل هذه الفرص، ينقل تعهد الحكومة المحلية بتوفير كل سبل النجاح وتذليل المعوقات وتقليل الروتين الحكومي.


وتنتظر المحافظة وفقاً لمعاون المحافظ استكمال جميع الجوانب والدراسات الفنية والتعاقدية للمشروع، ليتم الشروع بإنجازه بشكل مباشر، موضحاً أنه "سيقضي على البطالة التي يعاني تداعياتها أبناء المحافظة، وسيستوعب مختلف التخصصات والأيدي العاملة".


وكانت حكومة واسط قد قدمت في 22 آب 2021 طلباً الى الحكومة السابقة لعقد جلسة لمجلس الوزراء في المحافظة، وهيأت (19) ملفاً مهما تتعلق بمشاريع استثمارية وخدمية وعمرانية وزراعية كانت تنوي وضعها على لائحة جدول أعمال الجلسة المقترحة، أهمها مشروع مطار الكوت المخصص للشحن الجوي ومشروع مصفى نفط واسط إضافة الى إقرار مقترح واسط عاصمة العراق الزراعية ومشروع تأسيس شركة نفط واسط واستحداث منفذ الشهابي واعتبار قضاء الصويرة وتوابعه من المناطق المتضررة من العمليات الارهابية وشمول تلك المناطق بصندوق إعمار المناطق المتضررة، إضافة الى استحداث جامعة المتنبي في قضاء العزيزية وكلية للشرطة في النعمانية لكن جميع تلك المشاريع ظلت حبيسة الأدراج بسبب عد تنظيم اجتماع للحكومة في المحافظة .


موارد اقتصادية


تضم محافظة واسط في الوقت الحاضر حقلين لإنتاج النفط هما حقل الأحدب المستثمر من قبل شركة الواحة الصينية والذي ينتج حوالي 200 ألف برميل يومياً من النفط الخام إضافة الى حقل بدرة الذي يتوقع أن يصل إنتاج الذروة فيه الى 230 ألف برميل خلال العام الجاري.


ومن المؤمل أن يجري اتفاق بين الحكومة المحلية والشركات المستثمرة للحقول النفطية حول استكشاف حقول جديدة للنفط في المحافظة.


مهندس النفط في شركة نفط واسط مجيد الياسين ينقل رغبة شركة كازبروم الروسية المستثمرة لحق بدرة الحدودي في استثمار حقول جديدة يمكن أن تدخل الخدمة قريباً"، مشيراً إلى أن "الملف بصدد دراسته فنياً من قبل المعنيين في الوزارة".


ويعتقد الياسين أن التوسع الهائل في موارد محافظة واسط الاقتصادية يستدعي تأسيس مصفى جديد، سيما أن كل مستلزمات نجاحه قائمة بدءاً من البنى التحتية وانتهاء بالموارد البشرية والفنية".


من جهته يتطلع الخبير الاقتصادي أديب قاسم شندي إلى أن المحافظة ستشهد نهوضاً لافتاً في مواردها وستكون من المحافظات الحاضنة للاستثمار"، معتبراً تقاطر سفراء الدول الأجنبية على زياراتها من قرائن القبول والرضا".


ووفقاً للخبير الاقتصادي فإن الحكومة المحلية في واسط ساعية في تنويع مصادر الدخل وجهودها مستمرة في هذا الاتجاه، ومن المؤمل أن تشهد الإعلان عن مشاريع اقتصادية أخرى.