الحر والمزاج العصبي علاقة طردية.. كيف تذيب الشمس أعصاب العراقيين؟

الحر والمزاج العصبي علاقة طردية.. كيف تذيب الشمس أعصاب العراقيين؟

+A -A
  • 15-08-2024, 14:33
  • 116 مشاهدة
  • اراء ومقابلات / ترند

بغداد- ميل  

في بلد تمتزج فيه بيئة الصحراء بالأنهر المتدفقة، حيث تنصهر درجات الحرارة العالية مع الأجواء الثقافية الغنية، يشكل الطقس الحار جزءاً أساسياً من الحياة اليومية في العراق ويترك أثراً مباشراً على المزاج.

ولكن كيف يؤثر الطقس القاسي على مزاج العراقيين، خاصةً فيما يتعلق بالعصبية؟ التقرير يستكشف العلاقة بين حرارة الطقس والمزاج العصبي في العراق، ويقدم صورة عن كيفية تأثير الطقس على الحياة اليومية وسلوك الأفراد.

العراق مع مناخ شبه صحراوي يتسم بصيف حار وجاف، يشهد درجات حرارة قد تصل إلى مستويات غير مريحة تناهز نصف درجة الغليان، خاصةً في الصيف الراهن، هذه الحرارة الشديدة لا تؤثر فقط على راحة الأفراد، بل تلعب أيضاً دوراً في زيادة مستويات العصبية.

ويقول أطباء ومختصون في حديث لـ"ميل"، إن "الارتفاع المفرط في درجات الحرارة يمكن أن يؤدي إلى إجهاد بدني وعقلي"، موضحين أن "الأبحاث تظهر أن الحرارة تؤدي إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول، وهو هرمون الإجهاد، مما يسهم في زيادة التوتر والعصبية". 

ويلفت المختصون، أن "الانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي بسبب الطلب المرتفع على الطاقة تزيد من مشاعر الإحباط، مما يعزز من حالة العصبية". 

ويشير المختصون إلى أن "الازدحام المرور: في المدن الكبيرة مثل بغداد، تحت تأثير الحرارة الشديدة، يؤدي إلى زيادة التوتر والغضب بين السائقين"، لافتين إلى أن "الأنشطة الاجتماعي :التي عادةً ما تتضمن التجمعات في الأماكن العامة، تصبح أكثر تحدياً في الطقس الحار، مما يمكن أن يؤثر على مزاج الأفراد". 

عراقيون من مختلف المناطق شرحوا كيف يؤثر الطقس عليهم، ومنهم ماجد الرفاعي (42 عاماً)، وهو موظف حكومي من بغداد يقول في حديث لـ"ميل"، "كل صيف أجد نفسي أكثر عصبية بسبب الحرارة، الانقطاع المستمر في التيار الكهربائي يجعل الأمور أسوأ. أعتقد أن التكييف هو نعمة، ولكن حتى ذلك يمكن أن يتعطل."

أما مريم عبد الله (29 عاماً) ربة منزل تقول لـ"ميل"، إن "الحرارة تجعلني أشعر بالتعب والإرهاق، وهذا يؤثر على مزاجي، أحياناً تكون الأمور غير قابلة للتحمل، ولكننا نتكيف بما لدينا ونحاول الحفاظ على هدوئنا."

رغم تأثير الطقس الحار على المزاج العصبي، فإن العراقيين قد طوروا طرقاً لتخفيف تأثيراته، حيث يقول مختصون، إن العراقيين استفادوا من التجارب الاجتماعية، عبر الابتعاد عن الحرارة قدر الإمكان من خلال التواجد في الأماكن المكيفة وتجنب الخروج في أوقات الذروة". 

ويوضح المختصون، أن "الأنشطة الباردة التي تتضمن احتساء المشروبات الباردة وتناول المرطبات أصبحت جزءاً من الروتين اليومي، حيث تساعد في تبريد الجسم وتحسين المزاج". 

وينصح المختصون، بـ"أخذ استراحات قصيرة خلال اليوم، خاصةً في الأوقات التي ترتفع فيها الحرارة، تساعد في تقليل الإحساس بالإجهاد". 

وبحسب المختصين، فإن العلاقة بين حرارة الطقس والمزاج العصبي في العراق تعد من الجوانب الملموسة للحياة اليومية في البلاد، ورغم التحديات الكبيرة التي تفرضها درجات الحرارة العالية، يبقى العراقيون قادرين على مواجهة هذه الصعوبات بروح مرنة وفكاهة تساعدهم على تخفيف حدة العصبية، حيث أن فهم هذه العلاقة يساعد على تسليط الضوء على كيفية تعامل الناس مع الظروف الصعبة.