ألاعيب الاحتيال الإلكترونية.. كيف يصطاد المخادعون ضحاياهم لسلب العراقيين أموالهم؟

ألاعيب الاحتيال الإلكترونية.. كيف يصطاد المخادعون ضحاياهم لسلب العراقيين أموالهم؟

+A -A
  • 16-08-2024, 14:33
  • 519 مشاهدة
  • اراء ومقابلات / ترند

بغداد- ميل  

مع تسارع نمط الحياة وتغير نمط التسوق، يتبادل الناس القصص، حيث تنبثق مشاهد صادمة لتجارب مريرة فقد خلالها  الكثيرون مدخراتهم، وهنا يبرز "الاحتيال الإلكتروني" كعدو خفي يتسلل عبر الحدود الرقمية الرخوة، مستغلاً ثغرات في الوعي والأنظمة الأمنية.

في ظل هذا الوضع، تبرز الحاجة الماسة إلى التعرف على أساليب "الاحتيال الإلكتروني" وكيفية الوقاية منها، وضرورة أن يكون الأفراد على دراية تامة بالمخاطر وكيفية حماية أنفسهم. 

"غالباً ما يُكتشف الاحتيال عندما يكون الأوان قد فات، مما يجعل الحلول التقليدية غير كافية لمواجهة هذا التهديد المتطور"، هكذا يقول سامر كريم المختص في مجال الحاسوب والأمن الالكتروني في حديث لـ"ميل". 

وينصح كريم، بـ"عدم الاستجابة للرسائل غير المتوقعة أو المشبوهة والتأكد من صحة المصادر قبل تقديم أي معلومات، وستخدام برامج الأمان والحماية على الأجهزة الشخصية، مع التأكد من صحة الهوية والموثوقية عند التعامل مع أي جهة جديدة على الإنترنت". 

تحذيرات رسمية 

مصرف الرافدين العريق يقول في بيان ورد لـ"ميل"، إنه "يحرص على توعية زبائنه والجمهور حول الممارسات السليمة في استخدام الخدمات الإلكترونية"، داعيا إلى "أهمية أخذ الحيطة والحذر درءاً للمخاطر التي قد تنتج عن أي محاولات للوصول إلى المعلومات الشخصية والمالية للزبون، من خلال الاحتيال الإلكتروني". 

ويوصي المصرف زبائنه، بتجنب السهولة في معرفة كلمة السر والحفاظ على سريتها وتحديثها باستمرار، والامتناع عن استخدام المعلومات المعروفة كتاريخ الميلاد أو رقم الهاتف أو أي جزء يسهل التعرف عليه من اسم الزبون ككلمة السر.

ويدعو المصرف إلى تجنب المحافظة على سرية رقم بطاقة الراتب (ماستر او فيزا كارد) والإنترنت البنكي وتطبيق الهاتف البنكي وعدم إفشائها حتى لموظفي المصرف .

وبحسب توصية مصرف الرافدين، ينبغي التحقق باستمرار من حركات الحساب وفي حال الشك يجب مراجعة الفرع المعني أو قسم التوعية المصرفية. 

أشكال الاحتيال

هناك "رسائل التصيد" التي تصل عبر تقمص شخصية موظف في البنك، حيث يرسل رسائل يطالب فيها بمعلومات الحساب البنكي أو بطاقة الائتمان بحجة التأكد من أرقامها.

وتوجد "خدعة من تصفح حسابك"، حيث يتم الايقاع بالكثير من المستخدمين على شبكات التواصل الاجتماعي. 

وتوجد أيضا "رسائل الفوز بالجوائز" التي تغري الضحية بالفوز بجوائز قيمة أو رحلة إلى بلد ما، ويطلب صاحب الرسالة دفع مبلغ معين لتسلم الجائزة والنصيحة هي "لا تفعل ذلك أبداً". 

الاحتيال ينفذ أيضا عبر جمع التبرعات حيث ينشر المحتالون قصصاً وهمية حول حاجة مريض للعلاج أو أسرة فقيرة أو غيرها وطلب تبرعات من رواد الشبكات الاجتماعية.

وهناك مصيدة عروض الوظائف عبر الإنترنت في حال تقديم الضحية بطلب عمل لوظيفة عبر الإنترنت، سيطلب منه ملأ استمارة الطلب، يمكن فعل ذلك ولكن يجب من تدوين رقم الحساب البنكي وبطاقة الائتمان.

نصائح للحماية 

ينصح البنك بعدم التفاعل مع الأشخاص الذين يطلبون دفع مبلغ مالي بسيط للحصول على جائزة أو هدية وغيرها من العروض، وعدم الموافقة على نقل محادثة مع شخص معين لخارج شبكات التواصل، والتأكد من هوية الأشخاص الذين يراسلون بسبب حالة طارئة مع إدعائهم أنهم من أصدقاء أو اقرباء.

ويجب الحذر من الرسائل التي تتضمن أخطاء املائية ونحوية، ولمن يرغب بتقديم مساعدة، عليه فعل ذلك من خلال الجهات الموثوقة.

ولا ينبغي الوثوق في الصفحات التي تمثل شركات كبيرة أو شخصيات عامة الصفحات الاجتماعية التي تدعي أنها ستحقق الربح السريع من خلال الإنترنت أو العمل من المنزل.

والحذر من ضغط الروابط التي تصل عبر واتساب أو شبكات التواصل أو تلك التي يتم نشرها في التعليقات. 

ويرجو مصرف الرافدين أخذ الحيطة والحذر لتفادي الوقوع ضحية قيام أشخاص بانتحال صفة موظفين عاملين في مؤسسات مالية أو مؤسسات دولية أو شركات خاصة يتواصلون مع الزبائن بذريعة تقديم مساعدات وجوائز مالية أو رواتب شهرية مقابل الحصول على المعلومات الشخصية للمعتمد وبيانات وصورة البطاقة المصرفية الممنوحة له والرقم السري ورمز التحقق OTP.

ويقوم هؤلاء المحتالون بالتواصل مع الأشخاص المستفيدين من التحويلات المالية بذريعة تنفيذها لصالحهم عن طريق الخطأ، ومن ثم الطلب منهم القيام بعكس المبلغ عن طريق التحويل لحساب معين أو شحن رصيد هاتف محدد.

وفق ذلك يظل "الاحتيال الإلكتروني" في العراق تحدياً حقيقياً يتطلب استجابة شاملة من جميع قطاعات المجتمع، من خلال زيادة الوعي وتعزيز الأمان الرقمي وتحديث التشريعات.