زيارة الإمام الكاظم (عليه السلام).. موجات بشرية مليونية تبلغ ذروتها ليلة اليوم

زيارة الإمام الكاظم (عليه السلام).. موجات بشرية مليونية تبلغ ذروتها ليلة اليوم

+A -A
  • 25-01-2025, 11:02
  • 65 مشاهدة
  • اراء ومقابلات / محليات

بغداد- ميل  

في ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، تتحول الكاظمية إلى قبلة للقلوب الحزينة والأنظار المترقبة، حيث يتوافد الملايين على امتداد أيام من كل حدبٍ وصوب، ليجددوا عهد الوفاء لإمام الصبر والجهاد. 

في هذه الأيام، تبدو الكاظمية وكأنها لوحة إنسانية متفردة، يجتمع فيها الحزن المقدس مع التآزر الشعبي، بينما تتلون الأجواء بروحانية تخترق أعماق النفس في الـ25 من شهر رجب، وسط استنفار أمني وخدمي شامل. 

تكتسب هذه الذكرى أهمية خاصة في قلوب المسلمين، حيث يُحييها الزوار بالمشاركة في مراسم الزيارة الخاصة بالإمام الكاظم (عليه السلام) والذين يأتون من مختلف أنحاء العراق والعالم الإسلامي، في مشهد يعكس أبهى صور التكافل الإجتماعي ويرسخ العلاقة الروحية بأهل البيت (عليهم السلام) والإمام الكاظم الذي يعد رمز للصبر والتضحية. 

المشاهد التي ترافق هذه الزيارة تتسم بالروحانية العالية، ففي كل زاوية من ساحات مرقد الإمام، يردد الزوار الأذكار والدعوات، وتُضاء الأجواء بمشاعل الإيمان والذكر. بالإضافة إلى ذلك، تنظم العديد من المواكب الحسينية برامج خاصة، مثل إلقاء المحاضرات الدينية، وتوزيع الطعام والماء على الزوار، مما يضفي على المناسبة طابعًا من التكافل الاجتماعي والروح الجماعية.

الحاج عباس، أحد الزوار القادمين من بغداد، قائلاً لـ"ميل"، "زيارة الإمام الكاظم (عليه السلام) في ذكرى استشهاده لها طابع خاص. نحن هنا لنذكر مظلوميته وصبره، ولنعبر عن تمسكنا بتعاليم أهل البيت (عليهم السلام) الإمام الكاظم كان رمزًا للصبر في مواجهة الطغيان، وهذه الزيارة فرصة لتجديد العهد له ولتعميق ارتباطنا به". 

أما كريم سالم يقول لـ"ميل"، إن "الإمام الكاظم (عليه السلام) تعرض لمحنة شديدة في ظل حكم هارون الرشيد، حيث سُجن عدة مرات، وعاش في ظروف قاسية. هذه الزيارة فرصة للتأمل في الصبر الذي تحلى به الإمام، ودروس من الحياة التي يقدمها للمؤمنين في مختلف العصور".

ويضيف سالم، "هذه الزيارة ليست فقط لتذكر الأحداث التاريخية، بل هي دعوة لنا للتمسك بقيم الحق والعدالة، والوقوف ضد الظلم مهما كانت الظروف. الإمام الكاظم (عليه السلام) ترك لنا إرثًا من الحكمة التي يجب أن نتعلمها ونعمل بها في حياتنا اليومية". 

"مواكب العزاء والمشاركة المجتمعية تعكس وحدة الأمة"، هذكا تقول علياء علي، إحدى المشاركات في مواكب العزاء.

وتضيف، "نحن هنا اليوم لنشارك في إحياء ذكرى الإمام الكاظم (عليه السلام)، ونتذكر صبره على الظلم. في هذا اليوم، يجتمع المؤمنون من مختلف الأديان والمذاهب في تجسيد للوحدة والإيمان، ونحن نقدم الطعام والشراب للزوار تعبيرًا عن التكافل الاجتماعي الذي علمنا إياه أهل البيت (عليهم السلام)".

وتشهد المواكب تنظيم العديد من الفعاليات الدينية والثقافية، بالإضافة إلى تقديم الطعام والشراب لجميع الزوار. وملأت الأصوات التي تردد الأناشيد والقصائد الحسينية، مما أضاف طابعًا مميزًا للزيارة، وجعلها تجمعًا شعبيًا دينيًا عميقًا.

وفي حديث آخر، قال وسام صالح الطائي، إن "ذكرى استشهاد الإمام الكاظم (عليه السلام) تذكرنا بأن الإيمان لا يتجزأ، وأنه يجب علينا أن نقف في وجه الطغاة والمفسدين، حيث كان الإمام يحمل أعباء الأمة في صبر وجهاد حقيقي، وجاءت استشهاده لتكون شهادة عظيمة في سبيل الله". 

واليوم السبت تبلغ الزيارة ذروتها في المساء حيث يستمر تدفق ملايين الزائرين إلى قبة الإمام، تاركين خلفهم بصمات إيمانية صادقة تجسد الولاء والمحبة للإمام العظيم.