إنتر ميامي يجدد عقد ميسي حتى 2028
لاريجاني: قمة شرم الشيخ المصغرة لم تكن مكانا مناسبا لإيران
المرور تصدر توجيهاً بشأن توحيد لوحات المركبات كافة
تجدد الغارات الصهيونية على جنوب لبنان
البيت الأبيض: ترامب يعتزم لقاء نظيريه الصيني والكوري الجنوبي
السوداني: صناديق الاقتراع هي التي ستحدد إدارة البلاد للسنوات الأربع المقبلة.. أحسنوا الاختيار
الداخلية: العراق شهد خلال العام الحالي استقراراً أمنياً غير مسبوق امتد إلى جميع المحافظات
القضاء: حادث اغتيال صفاء المشهداني ذو طابع جنائي مرتبط بالتنافس الانتخابي
السوداني يوجه بصرف فروقات الراتب التقاعدي لشهداء الحشد الشعبي
الأمة المنفلتة
بغداد- ميل
قال تعالى "فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون"، هذه دعوة صريحة إلى الرجوع لأهل الاختصاص، واحترام خبرتهم، وتقدير موقعهم، وذكر في الكتاب المقدس: “الطبيب يُكرَّم لأجل حاجتنا إليه، فإن الرب خلقه”، لتكتمل الرسالة الإلهية في الإشارة إلى أن احترام ذوي الاختصاص ليس خياراً، بل واجب روحي وأخلاقي.
لكننا في العراق، نبدو وكأننا الأمة الوحيدة التي اختارت أن تهين خبراءها، وتزدري دولتها، وتجعل من ثقافة الاستهانة بالاختصاص جزءاً من العرف العام، من قضية الدكتورة بان، إلى غيرها من القضايا، لم يكن النقاش عن الحقيقة أو عن حق الضحية، بل عن “الطشة” وسباق الترند، حيث تُداس قدسية الواقعة، ويُتجاهل أهل الضحية لصالح فرجة لحظية عابرة.
في الاقتصاد آلاف الخبراء يُقصَون لصالح “محلل فيسبوكي” و في الرياضة عشرات المحللين يغرقون وسط أصوات الهتاف لا التحليل و وفي السياسة ملايين “المتنبهين” يملؤون الفضاء ضجيجاً دون بصيرة ولا مسؤولية، حتى إعلامنا بدل أن يبقى عيناً يبحث عن الحقيقة تحول إلى حفلة قراءة لغة جسد بطريقة شعبوية لا أثر فيها للتحقيق ولا للمعلومة أما الإعلام الرقمي ففقد أي انضباط وغدا ساحة مفتوحة بلا ضابط ولا معيار.
وفي المقابل، دول قريبة منّا شددت على هيبة الدولة في إحداها تصل عقوبة الاستهانة بقراراتها إلى السجن 25 عاماً بينما الإعلان غير المرخّص عن منتج قد يكلّف صاحبه مليون درهم غرامة قوانين رادعة تحمي الدولة لأنها تبدأ من الفرد وتنتهي في مؤسساتها.
ولأن الدولة انعكاس لمجتمعها فقد كان شكل نظامنا صورة أمينة لواقعنا هشاشة تُنتج هشاشة وانفلات يولّد انفلاتاً
قبل أيام قال أحد المقربين من السلطة إن العراقيين أمة منفلتة ورغم أن الوصف أثار غيظ البعض إلا أن القصد كان واضحاً رأي مفرط وعلم بكل شيء وثقافة لا تعترف بحدود الاختصاص، وكما قال سيد البلاغة عليه السلام ما هلك امرؤ عرف قدره.
جميع الحقوق محفوظة (ميل نيوز)