لحل نزاع بين زوجين.. قاض أمريكي يستشهد بأحكام العبودية

بغداد- ميل  
يشرف قاضي محكمة مقاطعة فيرفاكس بولاية فيرجينيا الأمريكية، ريتشارد غاردينر، على نزاع بين زوجين مطلقين على جنينين مجمدين، وهو ما دفعه للعودة إلى قانون العبودية في القرن التاسع عشر.
نقلت ذلك قناة NBC News التي قالت في تقريرها إن القاضي غاردينر استشهد بقانون يعود إلى القرن التاسع عشر بشأن ملكية العبيد، وهو ما يفضي إلى اعتبار الأجنة البشرية هي الأخرى "ملكية" يقتسمها الزوجان.
وكان الحكم المبدئي الشهر الماضي الصادر عن القاضي ريتشار غاردينر يحاول تسوية النزاع بين هانيلاين هايدمان وجيسون هايدمان، اللذان انفصلا عام 2018، وكانا قد وافقا في السابق على امتلاك أجنة بشرية مخزنة معا.
حدد غاردينر قانونا يعود تاريخه إلى ما قبل الحرب الأهلية، يستند إلى "البضائع والمنقولات" فيما يتعلق بنزاعات الكفالة على العبيد، ورآه ينطبق على نزاع الزوجين على الأجنة المجمدة، فكتب القاضي: "بما أنه لا يوجد حظر على بيع الأجنة البشرية، فقد يتم تقييمها وبيعها، وبالتالي يمكن اعتبارها سلعا ومنقولات".
من جانبه صرح المحامي آدم كرونفيلد عن هانيلاين هايدمان (45 عاما) بأن موكلته ترغب في استخدام الأجنة لأنها تعاني من العقم بعد علاجات السرطان، وتابع أنه في اتفاقية الانفصال الأولية التي وقعها الزوجان عام2018، اعتبروا بالفعل أن الأجنة ممتلكات بموجب اتفاقية "تقسيم الممتلكات الشخصية".
وجاء في الحكم أن جيسون يعترض جزئيا على الأقل لأن "استقلاليته الإنجابية" ستكون معرضة للخطر، حيث أن السماح لزوجته باستخدام الأجنة، التي صنعاها معا عندما تزوجا، من شأنه أن يجبره على التناسل "ضد رغباته"، وهو بالتالي ما ينتهك حقه الدستوري في الاستقلال الإنجابي.
وقد وقف القاضي غاردينر مع الزوج في البداية، إلا أنه فيما بعد غير وجهة نظره، بعد الاستماع إلى المحامي آدم كرونفيلد، لا سيما بعدما تابع تاريخ القانون الذي يتعامل مع "البضائع والمنقولات" قبل الحرب الأهلية، وأحكام العبودية، لكن ذلك أثار رد فعل واسع في المجتمع الأمريكي، حيث قالت المحامية والباحثة في معهد كينيدي للأخلاقيات بجامعة جورج تاون والخبيرة في قانون تكنولوجيا الإنجاب، سوزان كروكين: "إنه لأمر مثير للاشمئزاز والتقزز من الناحية الأخلاقية" وأشارت إلى أنها ليست على علم بأي قاض آخر خلص إلى أنه يمكن شراء وبيع الأجنة البشرية، وأكدت على ضرورة التعامل مع الأجنة بطريقة أكثر دقة وخصوصية.
كذلك وصف رئيس نقابة المحامين في أولد دومينيون، وهي منظمة مهنية تتكون من محامين أمريكيين من أصول إفريقية، الحكم بأنه مقلق، حيث قال: "أود أن أعتقد أن عدالة المحكمة ستبحث عن سابقة أكثر حداثة"، وأضاف أنه "شعر بالحيرة لأن غاردينر شعر بالحاجة إلى الخوض في العبودية للإجابة على سؤال حول الأجنة، حتى لو كانت السوابق القضائية في ولاية فرجينيا ضعيفة حول كيفية التعامل مع نزاعات الأجنة".