"كهف الشيطان".. غرائب محاطة بالغموض والأساطير
بغداد- ميل
تأخذنا الكهوف في رحلة عبر تاريخ الأرض، وتروي حكايات عن ماضيها واستخداماتها التي كانت شائعة آنذاك، ومراحلها المختلفة إلى جانب طبيعتها، ما بين الصخورِ وآثارَ الزمن على جدرانها.
وواحد من أهم هذه الكهوف الغامضة في العالم، هو كهف في المكسيك، يعرف باسم "كهف الشيطان" ومن اسمه، يمكنك أن تكتشف بسهولة سبب شهرته وغرابته، حيث يروي الناس عنه عشرات القصص المثيرة، ويكشف التاريخ عنه أسرارًا أخرى، كلها نستعرضها في التقرير التالي.
يقع كهف الشيطان، المعروف أيضًا باسم "كهف شيطان البحر" أو "كافيرنا ديل ديابلو" باللغة الإسبانية، على المنحدرات الخلابة لسيرو دي لا نيفيريا، المطلة على المحيط الهادي في مازاتلان بالمكسيك.
ويتميز الكهف الغريب بموقعه الفريد ذو الإطلالات الخلابة على الساحل المتعرج والمياه المتلألئة، مما يجعله وجهة سياحية شهيرة.
ويتكون كهف الشيطان من حجرة كبيرة مفتوحة يمكن استكشافها بسهولة. تزخر جدرانها بتكوينات الصخور الطبيعية المتنوعة، بما في ذلك الصواعد والهوابط، والتي تشكلت على مدار آلاف السنين.
تضفي هذه التكوينات، إلى جانب الإضاءة الطبيعية المتدفقة من المدخل، لمسة ساحرة على أجواء الكهف.
يحيط كهف الشيطان بهالة من الغموض والأساطير، حيث يرتبط اسمه بقصص محلية عن قراصنة وكنوز مخبأة وظواهر غريبة. تشير إحدى الأساطير إلى أن الكهف كان ملاذًا للقراصنة الذين خبأوا ثرواتهم المدفونة هناك، بينما تفيد أسطورة أخرى بأن الشيطان نفسه خرج من هذا المكان.
وطوال أكثر من 200 عام، ظل كهف الشيطان محاطًا بالعديد من الحكايات والأساطير التي يتداولها الناس من جيل إلى جيل. وفي السطور التالية، نستعرض معكم أشهرها وأبرزها:
الشيطان يعيش هنا
تقول الأسطورة أن الشيطان يعيش في هذا المكان. وأن العمال سمعوا صوته في الداخل أثناء العمل على تطويل الممشى عند سفح تل نيفيريا.
بئر عميق
أشيع أن أي شخص حاول دخول هذا الكهف، لم يخرج منه على قيد الحياة، حيث يوجد بئر عميق في الداخل إذا وقعت فيه فلن نخرج أبدًا.
مخبأ القراصنة
قيل أيضًا أن هذا هو المكان الذي اعتاد القراصنة أن يختبئوا ويخفوا فيه كنوزهم، حتى لا يستهدفهم أحد، من أجل تخويف الأطفال الصغار من زيارة المكان أو محاولة دخوله.
حقائق مثيرة عن كهف الشيطان
يعتقد أن كهف الشيطان كان يستخدم في الماضي كمستودع ديناميت لتفجير الصخور لبناء رصيف "أولاس ألتاس".
أما أقدم قصة معروفة عن الكهف، تعود إلى أربعينيات القرن التاسع عشر، وهي موجودة في مذكرات أحد مستوطني مازاتلان الأوائل من ألمانيا، والذي يدعى أدولف أوسيس كول.
يخبرنا "أدولف" أن الكهف كان مغارة مفتوحة على البحر، حيث استمتع وأصدقاؤه بالمناظر الطبيعية والنسائم المنعشة، واستخدموا الأرض المفتوحة أمامهم كمكان للعب. وخلال أوقات الاحتفالات في أولاس ألتاس كان يتم تزيينه بالشموع من جهة والمرايا والزهور من جهة أخرى. وكان هناك رقص طوال الليل.
بحلول عام 1867، اكتسب الكهف شهرة وظيفة أخرى كشف عنها مقال نشر في 12 مايو 1897، جاء فيه أن بسبب نظام الصرف الصحي السيئ (أو غير الموجود) في المدينة، استخدم العديد من سكان مازاتليكو المياه الموجودة في الكهف من أجل احتياجاتهم الجسدية. وبعد فترة، قامت المدينة ببناء أربعة مبان خارجية خشبية لمكافحة هذه العادة. ومع ذلك، واصل المواطنون استخدام المكان كوقر لرمي القمامة التي يتم جلبها من منازلهم.
أما عن التاريخ الحديث للكهف، تشير التقارير إلى إنه قبل أن يتحول إلى وجهة سياحية مؤخرا، ظل لسنوات مقرًا للسكارى، ومكب لزجاجات البيرة، وأعقاب السجائر وأغلفة الحلوى، وأجواء تفوح منها رائحة أبخرة الماريجوانا.
جميع الحقوق محفوظة (ميل نيوز)