دراسة علمية جديدة تكشف "زيف" حمل "أول مومياء حبلى" معروفة في العالم
بغداد- ميل
توصلت دراسة جديدة إلى أن مومياء مصرية كان يُعتقد أنها حبلى ربما لم تكن تحمل طفلا في واقع الأمر.
وقال فريق من العلماء البولنديين العام الماضي إنهم اكتشفوا المثال الوحيد المعروف لمومياء مصرية حامل محنطة. ولكن هذا الاكتشاف أثار جدلا واسعا بين العلماء، حيث شكك العديد من أعضاء الفريق في هذه النتيجة.
وادعى بعض العلماء في "مشروع مومياء وارسو" (Warsaw Mummy Project)، أن ما بدا أنه جنين في فحوصات الأشعة السينية وصور التصوير المقطعي المحوسب كان في الواقع نتيجة "وهم الكمبيوتر وسوء التفسير".
وبدلا من وجود طفل، يعتقدون أنه "أعضاء محنطة" داخل معدة المرأة.
وقالت كاميلا براولينسكا، المديرة المشاركة لـ"مشروع مومياء وارسو"، إن البحث الأصلي "لم يكن دراسة علمية موثوقة''وشككت كل من عالمة الأشعة لوكاز كونازكي، والناشطة في مجال الحفاظ على البيئة دوروتا إغناتوفيتش ووينياكوسكا أيضا في البحث.
لكن اثنين من أعضاء المشروع، مارزينا أوزاريك سزليك و فويتشك آيسموند، رفضوا هذه الادعاءات. قائلين: "فريق مشروع مومياء وارسو لا يؤيد هذه المعلومات. المومياء حامل".
وقال العلماء من المتحف الوطني في وارسو إنه على الرغم من فحوصات الأشعة السينية وصور الأشعة المقطعية العام الماضي التي كشفت عما يبدو أنه جنين، إلا أن الفحوصات تكشف عن أربع حزم، حيث أكدت براولينسكا، عالمة الآثار البيولوجية، اعتقادا أوليا بأن أربع حزم وجدت داخل تجويف بطن المومياء كانت ملفوفة ووقع تحنيط الأعضاء.
وأضافت: "وضعت الحزم هناك من قبل المحنطين القدماء. وربما يوجد في الحزمة عضو محنط واحد على الأقل للمتوفاة. وكانت هذه ممارسة معروفة في مصر القديمة".
وقد تحتوي الحزم المتبقية على أجزاء من الجسم أو منتجات أخرى لعملية التحنيط.
وهناك أيضا احتمال آخر، يقول إن المحنطين وضعوا حزما في المومياوات من أجل الحفاظ على شكل الجسم بعد عملية التحنيط.
وتابعت براولينسكا: 'تحتوي مقالتنا على عدد من الصور الرائعة وروابط لمقاطع فيديو تصور الجزء الداخلي من المومياء القديمة، بما في ذلك تلك المصنوعة باستخدام تقنيات التصوير المجسم، وهي أحدث الاتجاهات في الطب. وهذه ليست أول مومياء لديها حزم من هذا النوع. وتوجد أجسام من هذا النوع أحيانا في أجزاء أخرى من الجسم، وتوجد حزم أو مواد مماثلة في الحوض".
ووفقا لبراولينسكا، فإن اكتشاف الحمل الظاهر للمومياء كان نتيجة الوهم الناجم عن ظاهرة تُعرف باسم "الباريدوليا" (pareidolia)، وهي ظاهرة يستجيب فيها العقل لمحفز عشوائي، عادة ما يكون صورة أو صوتا، بإدراك نمط مألوف بالرغم من أنه لا يوجد أي شيء، وهي عبارة عن رؤية الوجوه في أشياء عشوائية أو أنماط من الضوء والظل. وهي بالتالي تعكس رغبة بشرية طبيعية في رؤية الأشياء المألوفة في أشكال عشوائية.
وقالت: "هذه الظاهرة، إلى جانب عدم التشاور مع النظريات مع خبراء الأشعة، لسوء الحظ، جلبت فقط تأثير إحساس عام، وليس دراسة علمية موثوقة".
وأشارت: "يوضح مقالنا مدى أهمية التعاون مع المتخصصين من مختلف المجالات في دراسة المومياوات المصرية القديمة، وكيف ينبغي على المرء أن يتعامل بعقلانية ونقدية مع تحليل النتائج، ووضع الأوهام جانبا".
يذكر أنه عثر على مومياء "السيدة الغامضة" في المقابر الملكية في طيبة، صعيد مصر. واكتشفت في أوائل القرن التاسع عشر، ويعود تاريخها إلى القرن الأول قبل الميلاد، وهو الوقت الذي كانت فيه كليوباترا ملكة.
ونقلت المومياء إلى وارسو في بولندا عام 1826، في وقت قريب من بعض أهم الاكتشافات من وادي الملوك المصري، وهي معروضة حاليا في المتحف الوطني في وارسو.
وفي العام الماضي، كشف فحص باستخدام التصوير المقطعي أن المرأة كانت في عمر يتراوح بين 20 إلى 30 عاما عندما توفيت، وكانت في الأسبوع السادس والعشرين إلى الثلاثين من الحمل.
وكان جنينها، موجودا في الجزء السفلي من الحوض ووقع تحنيطه مع والدته. ولم تتمكن صور التصوير المقطعي المحوسب من مسح الرضيع كونه كان مغطى بواسطة نسيج من الرحم المحيط به.
جميع الحقوق محفوظة (ميل نيوز)