وداعا للسماعات الضخمة.. تطوير أنحف نظارات واقع افتراضي في العالم

وداعا للسماعات الضخمة.. تطوير أنحف نظارات واقع افتراضي في العالم

+A -A
  • أمس, 16:31
  • 41 مشاهدة
  • منوعات

بغداد- ميل  

طوّر فريق من الباحثين في جامعة ستانفورد ومختبرات Meta Reality نموذجا أوليا لشاشة عرض ثلاثية الأبعاد نحيفة وخفيفة الوزن، قد تحدث ثورة في تكنولوجيا الواقع الافتراضي والمختلط.

وبخلاف الأجهزة الحالية التي تعتمد على سماعات رأس ضخمة ورؤية محدودة، يتميز هذا الابتكار الجديد بحجمه الصغير الذي لا يتجاوز حجم النظارات الطبية التقليدية، وسمكه الذي لا يتعدى 3 ميليمترات، ما يجعله مناسبا للاستخدام اليومي.

ويعتمد النظام الجديد على تقنية التصوير المجسّم (الهولوغرافي)، وهي تقنية معروفة منذ عقود لكنها معقدة، وتتيح إعادة بناء مجال الضوء الحقيقي بدلا من مجرد محاكاة العمق باستخدام صور مسطحة.

وتستخدم الشاشة موجها موجيا مخصصا ومعدّل ضوء مكاني (SLM) لعرض صور ثلاثية الأبعاد واقعية مباشرة أمام العين، ما يمنح المستخدم تجربة بصرية غامرة تشبه رؤية الأشياء الحقيقية.

وقال البروفيسور جوردون ويتزشتاين، أستاذ الهندسة الكهربائية في جامعة ستانفورد: "تقنية التصوير المجسّم توفر قدرات لا يمكن تحقيقها باستخدام أنواع الشاشات الأخرى، وبحجم أصغر بكثير من أي جهاز موجود حاليا في السوق".

ولحل التحديات البصرية المعقدة، دمج الفريق نظام معايرة مدعوما بالذكاء الاصطناعي لتحسين وضوح الصورة وتعزيز الإحساس بالعمق. كما عالج النظام مشكلة تعرف في علم البصريات بـétendue، وهي الصعوبة في الجمع بين مجال رؤية واسع ومساحة عين كبيرة في الوقت نفسه.

ويقول ويتزشتاين: "يمكن للمستخدم تحريك عينيه بحرية داخل الصورة دون فقدان التركيز أو دقة العرض، وهو ما يعد جوهر الواقعية والانغماس".

كما تتيح هذه التقنية ارتداء النظارة لفترات طويلة دون إجهاد بصري أو عضلي، ما يجعلها أكثر راحة من سماعات الرأس التقليدية التي تُستخدم حاليا في تقنيات الواقع الافتراضي.

وتعد هذه التكنولوجيا خطوة نحو تحقيق مفهوم "الواقع المختلط"، حيث تتداخل الصور الرقمية مع الواقع الحقيقي بشكل يصعب تمييزه. وتوضح الباحثة سويون تشوي، المعدة الرئيسية للدراسة: "نسعى إلى اجتياز ما يُعرف باختبار تورينغ البصري، حيث لا يستطيع المستخدم التمييز بين الصورة الحقيقية والإسقاط الرقمي من خلال النظارات".

وهذا النموذج يمثل المرحلة الثانية من مشروع طويل الأمد، حيث ركزت المرحلة الأولى، التي نُشرت العام الماضي، على تطوير الأساس البصري لتقنية الدليل الموجي الهولوغرافي. أما النسخة الحالية، فتُبنى على هذا الأساس وتفتح الباب أمام الاستخدام التجاري الواسع.