تقرير يُفصّل لماذا زلزال المحيط الهادئ أقل خطرا مما كان متوقعا

تقرير يُفصّل لماذا زلزال المحيط الهادئ أقل خطرا مما كان متوقعا

+A -A
  • أمس, 17:52
  • 33 مشاهدة
  • منوعات

بغداد- ميل  

في 30 يوليو، ضرب زلزال قوي قبالة الساحل الشرقي لشبه جزيرة كامشاتكا في روسيا، ما أثار موجات تسونامي اجتازت المحيط الهادئ ووصلت إلى هاواي وبعض المناطق الساحلية في الولايات المتحدة.

وبلغت قوة الزلزال 8.8 درجات على مقياس ريختر، ما يجعله واحدا من أقوى الزلازل المسجلة عالميا.

وأطلقت دول عديدة في منطقة المحيط الهادئ، بما فيها دول شرق آسيا والأمريكتين، تحذيرات من تسونامي، واتخذ بعضها إجراءات إخلاء في المناطق الساحلية تحسبا لموجات مدمرة. وفي كامشاتكا نفسها، وصل ارتفاع الأمواج إلى أربعة أمتار في بعض المناطق القريبة من مركز الزلزال، ما تسبب في أضرار كبيرة.

لكن المفاجأة كانت أن التأثير في أماكن أخرى كان أقل من المتوقع، خاصة في اليابان التي تقع قريبة نسبيا من كامشاتكا مقارنة بباقي دول المحيط.

ونتيجة لذلك، خفضت العديد من الدول تحذيراتها أو ألغتها تماما بعد أن تبين أن الأمواج لم تكن بالخطورة المتوقعة.


لماذا كان التسونامي أقل شدة مما يتوقع لمثل هذا الزلزال؟

عادة، يتوقع العلماء أن الزلازل الكبيرة مثل هذا تسبب موجات تسونامي هائلة، لكن في هذه الحالة، كان التأثير محدودا نسبيا. ويعود السبب إلى العوامل الجيولوجية للزلزال، وخاصة عمقه وطريقة تحرك الصفائح التكتونية.

ووقع الزلزال على حدود صفيحة المحيط الهادئ التي تتحرك بالتجاه الشمال الغربي وتصطدم بصفيحة أمريكا الشمالية الممتدة غربا نحو روسيا، وتنزلق تحتها في عملية تعرف باسم "الاندساس".

ووفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS)، تتحرك هذه الصفائح بمعدل 80 ملم سنويا، وهو من أسرع معدلات الحركة التكتونية في العالم.

لكن الزلزال هذه المرة حدث على عمق 20.7 كيلومترا تحت سطح الأرض، أي أعمق قليلا من زلزالي سومطرة 2004 واليابان 2011. وهذا العمق يعني أن الانزياح الرأسي لقاع البحر (ارتفاع أو هبوط جزء منه فجأة) كان أقل حدة، ما قلل من كمية المياه المزاحة، وبالتالي خفض قوة التسونامي الناتج.


كيف تتشكل موجات التسونامي؟

عندما تتحرك الصفائح التكتونية فجأة، فإنها تدفع قاع البحر إلى الأعلى أو الأسفل، ما يزيح كميات هائلة من الماء. وإذا حدث هذا الانزياح (حركة مفاجئة لأجزاء من القشرة الأرضية نتيجة تكسر الصخور تحت الضغط) بشكل كبير وسريع، فإنه يولد موجات تسونامي تنتشر في المحيط بسرعة تصل إلى 700 كم/ساعة.

وفي المياه العميقة، تكون هذه الموجات غير ملحوظة تقريبا، لكنها تتباطأ وتزداد ارتفاعا كلما اقتربت من السواحل الضحلة، ما يخلق أمواجا عاتية يمكن أن تغمر المناطق الساحلية.

وفي هذه الحالة، نظرا لأن الانزياح لم يكن كبيرا جدا، كانت موجات التسونامي أضعف من المتوقع. ومع ذلك، فإن سرعة انتشار التحذيرات وأنظمة الإنذار المبكر ساعدت في تجنب خسائر بشرية كبيرة، حيث تم إجلاء السكان في الوقت المناسب في العديد من المناطق المعرضة للخطر.

ورغم قوة الزلزال الكبيرة، فإن العوامل الجيولوجية جعلت تأثيره أقل خطرا مما كان متوقعا. ومع ذلك، تظل مثل هذه الأحداث تذكيرا بقوة الطبيعة وأهمية أنظمة الإنذار المبكر للحد من الأضرار المحتملة.