السوداني: الهويات الفرعية لا يمكن أن تكون بديلاً عن الهوية الوطنية

السوداني: الهويات الفرعية لا يمكن أن تكون بديلاً عن الهوية الوطنية

+A -A
  • 18-03-2023, 10:09
  • 68 مشاهدة
  • سياسية

بغداد- ميل  

قال رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم السبت، إن "الهويات الفرعية" لا يمكن أن تكون بديلاً عن الهوية الوطنية و"الخيمة العراقية الجامعة"، فيما شدد على أن حكومته لن تقبل بوجود سلاح خارج المؤسسة الأمنية والعسكرية التابعة للدولة.


جاء ذلك في مقالة نشرها السوداني على صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، وقال فيها: "تمرُّ علينا هذه الأيام الذكرى العشرون لسقوط النظام الديكتاتوري السابق، بما فيها من آلامٍ ومآسٍ وما حفَّتها كذلك من آمال بالخلاص من القهر والظلم والانطلاق نحو الانعتاق والازدهار. إنَّ سقوط النظام المدوي الذي وقع في مثل هذه الأيام قبل عشرين عاماً كان نتيجة لعقود متمادية من القمع والاستبداد وسوء الإدارة، والاستهتار بمقدرات البلاد والاستهانة بالإنسان العراقي وكرامته، كان نتيجة التخيلات الهوجاء ومحاولات التجاوز والاعتداء داخلياً وخارجياً".


وأوضح: "لقد كان سقوط النظام نتيجةً حتمية لأسلوب إدارة البلاد التي اتبعها، وفشله في تقدير قوته وقوة خصومه. وبدل أن تنطلق البلاد في نهضة كانت تنتظرها وتأخرت كثيراً، وقعت في سلسلة من الأحداث والمشاكل التي عادة ما تواجهها البلدان بعد خروجها من قبضة نظام استبدادي أهوج، إلى فضاء من الحرية والانفلات بلغت حد الفوضى أحياناً".


وأضاف السوداني: "لقد أخذت هذه الظروف كثيراً من الوقت وذهبت بكثير من آمال الناس بالحرية والخلاص والتقدم. لقد آن الأوان لتضميد الجروح والانطلاق نحو مستقبل زاهر لشعب مقدام يستحق كل الخير. لقد صبر شعبنا كثيراً وضحَّى بأعز ما يملك وقدَّم قوافلَ الشهداء من أجل تحرير الإنسان والأرض وتطهيرها من رجس الإرهاب والاستبداد. واستطاع أن يصوغ لنفسه دستوراً جعل الإنسان العراقي (رجلاً وامرأة) محورَه الأساسي وهدفَه المركزي وضمن حقوقه في الحرية والكرامة والمساواة. لقد فتح الدستور الطريق أمام بناء دولة المواطنة المتساوية التي يجب أن تبقى هدفنا جميعاً، ونسعى إليها رغم الصعاب والتحديات. كما ضمن سيادة البلاد واستقلالها والمحافظة على وحدتها".


ورأى "أننا نقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة نسعى أن تكون فاتحة خير وازدهار، ونعمل بكل جد على ذلك. لقد وضعنا برنامجاً متكاملاً لمعالجة أكثر المشاكل إلحاحاً. وتحركنا منذ اللحظة الأولى لإزالة العقبات التي تعيق حركة البلاد نحو الأمام وتمنعها من النهوض. وكان الفساد المالي والإداري أحد هذه الموانع الرئيسية. ولهذا بادرنا منذ الأيام الأولى إلى استهدافه وملاحقته، ضمن خطة متكاملة سنتابعها باستمرار، ونستهدف مراكزه وأدواته أينما كانت. وهنا أتطلع إلى مساعدة كل الخيرين في دوائر الدولة وخارجها، وكل الحريصين على أن يقفوا إلى جانب الدولة ومؤسساتها المخلصة في هذه المواجهة التي لا تقل خطورة عن الإرهاب".


وتابع السوداني أن "المحن والمصائب التي واجهها الشعب العراقي بكل مكوناته الكريمة زادته إيماناً، إن هويته العراقية هي الرباط المتين الذي يجب التمسك به وصار واضحاً أن الهويات الفرعية مهما كانت كريمة ومحترمة، فإنها لا يمكن أن تكون بديلاً عن الهوية الوطنية والخيمة العراقية الجامعة. فلا عز إلا تحت هذه الخيمة، ولا كرامة لأحد إلا بأن يكون العراق كله كريماً مصاناً مرفوع الرأس بين الأمم".


وشدد على أن "التنمية لا تتحقق إلا من خلال الاستقرارين الداخلي والخارجي. والاستقرار الداخلي يعني سيادة القانون وحصر السلاح بيد الدولة. فلن نقبل أن يكون هناك سلاحٌ خارج المؤسسة الأمنية والعسكرية التابعة للدولة. أما الاستقرار الخارجي فيعني بناء الشراكات الإقليمية والدولية. إذ إنَّ موقع العراق الاستراتيجي وعمقه وإرثه التاريخي وثقله الإقليمي ووفرة موارده وتأثيره في اقتصاد العالم، كل ذلك يمنحه القدرة على لعب دور كبير يتناسب مع حجمَه الحقيقي، كما أن علاقاته الطيبة مع الدول الشقيقة والصديقة، مهَّدت الطريق أمامه لبناء شراكات ثنائية ومتعددة الأطراف مع كثير من دول العالم، ولا يزال أمامنا كثير من هذه العلاقات".