آل بارزاني في مواجهة "أزمة الخطاب": مسرور "متشنّج" ومسعود "محرج" ونجيرفان يلتزم العقلانية

آل بارزاني في مواجهة "أزمة الخطاب": مسرور "متشنّج" ومسعود "محرج" ونجيرفان يلتزم العقلانية

+A -A
  • 8-09-2023, 15:43
  • 368 مشاهدة
  • سياسية / اراء ومقابلات

صدّيق البرهان

يحتضر مصطلح "النظام الفيدرالي" الذي يتبناه القادة السياسيون في إقليم كردستان، على وقع "الخطاب المتعالي"، حسبما يوصف، ليطلق رصاصة رحمة على آخر دفاعات الإقليم الدستورية، التي يتمسك بها لرسم شكل العلاقة مع بغداد في الأزمات السياسية.

وعلى النقيض من "الفيدرالية" داخل الدولة الأم، تبدو تصريحات مسرور بارزاني، رئيس حكومة تصريف الأعمال في الإقليم، أقرب إلى "الكونفدرالية"، لاسيما وأنه غالباً ما يستخدم مصطلحات تُحاكي المخاطبات بين دولتين، منها ما صدر عنه مؤخراً في أزمة الرواتب التي ظهرت بشكل مفاجئ بالتزامن مع وقائع أزمة كركوك.

عبارة "يجب على العراق إرسال الاستحقاقات المالية لإقليم كردستان" التي تبنها بارزاني في آخر تغريداته، كان وقعها ثقيلاً، فبدلاً من "بغداد" أو "الحكومة المركزية"، اختار مفردة "على العراق"، التي تحمل في طياتها تفسيرات تُعكّر العلاقة التي تشنجت مؤخراً بعد فترة وجيزة من تعافيها.

حديث بارزاني عن "الإيفاء بالالتزامات"، وخطاب "التجويع" الذي روجته حكومته ضد بغداد، كلها اتهامات نفاها المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي جملة وتفصيلاً، في تصريحات أكد فيها أن "الحكومة نفذت التزاماتها المالية كاملةً تجاه كردستان، وأن الأموال في ذمة الإقليم بلغت أكثر من ثلاثة أضعاف حصته".

ورغم أن خطاب مسرور بارزاني الذي يوصف بـ"المتشدد"، لا يحظى بإجماع داخل الحزب الديمقراطي الكردستاني، وبات يسبب "إحراجاً واضحاً" لوالده مسعود بارزاني، بحسب مصادر تحدثت لـ"ميل" شرط عدم الإفصاح عن هويتها لـ"حساسية الموقف"، إلا أنه يروق لـ"طائفة متشددة" داخل الحزب يُنظّر لأفكارها هوشيار زيباري، القيادي الكردي والوزير الاتحادي السابق، الذي خرج من السلطة بجملة اتهامات تلاحقه حتى الآن.

ومع تصاعد حدّة هذه الخطابات وضوضاء التصريحات، يلتزم رئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني الصمت، رغم أنه يُعبّر في الغالب عن حالة خطاب متزن تجاه الحكومة المركزية، وهو ما يُعزز فرضية انقسام الخطاب داخل الحزب الديمقراطي من جهة، وحالة الحرج التي يشعر بها مسعود بارزاني تجاه تصرفات نجله الذي يقود حكومة يصفها خصومه "علناً"، وبعض حلفائه "سراً"، بأنها "الأسوأ" على مر عمر إقليم كردستان.