"ميل" ينشر نص رسالة السوداني للأمين العام للأمم المتحدة
بغداد- ميل
ينشر موقع "ميل" النص الكامل لرسالة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني الى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
ادناه نص الرسالة:
سيادة الأمين العام للأمم المتحدة السيد انطونيو غوتيرش المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أود أن أشيركم إلى طلب حكومة جمهورية العراق، من خلال رسالة السيد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية في آيار ٢٠٢٣، المتضمنة طلب تمديد بعثة الأمم المتحدة المساعدة العراق لمدة عام تنتهي في آيار 2024 ورجت النظر في تقليص ولاية البعثة، إلا أن مجلس الأمن في قراره 2682 / 2023 ، الخاص بتشكيل فريق الاستعراض الاستراتيجي المستقل المكلف ببيان الحاجة إلى استمرار عمل واولويات البعثة، لم يقصر التشاور مع الحكومة العراقية (كما كان متوقعاً) بل أمتد الى أطراف لم يكن لها دور عند انشاء البعثة في العراق عام 2003 ، وبالرغم مما تقدم وعند تشكيل فريق المراجعة الاستراتيجي (بعد خمسة أشهر من صدور القرار) قدمت حكومة جمهورية العراق جميع التسهيلات لإنجاز مهمة الفريق حرصاً منها على احترام قرارات مجلس الأمن وانسجاماً مع عمق العلاقة مع المنظمة التي يفتخر العراق بانه احد الدول المؤسسة لها . وقد اوضحنا للفريق موقف الحكومة العراقية بشان عدم الحاجة لاستمرار بعثة يونامي، مع التأكيد على أهمية التعاون مع الوكالات الدولية المتخصصة العاملة في العراق، والبالغة 22 وكالة دولية، وفق آلية المنسق المقيم.
السيد الأمين العام
اطلعنا على تقرير فريق المراجعة الاستراتيجي والمتضمن رؤيته التي بناها على لقاءات مع بعض الشخصيات والأفراد ومنظمات المجتمع المدني وسفراء بعض الدول في بغداد ونيويورك وموظفي بعثة يونامي، والنتيجة التي توصل اليها والتي تتفق وقناعتنا بعدم الحاجة لاستمرار بعثة يونامي في العراق . ومن جانب آخر فان التقرير لم يفرق (وللأسف) بين وجهة نظر الحكومة الممثلة للشعب العراقي والدولة المضيفة التي انشأت البعثة في الأساس لمساعدتها وبين وجهات نظر لأطراف (غير رسمية) يمثلون ارائهم الشخصية، ان بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق تمثل شكلاً من اشكال التعاون الثنائي بين العراق والأمم المتحدة الذي من الضروري ان يكون
مبنياً على التشاور الثنائي واحترام رغبة وسيادة العراق، ويرتبط بمدى تحقيق البعثة لاهدافها والحاجة الى استمراراها .
السيد الأمين العام
بعد الأخذ بنظر الاعتبار التطورات الإيجابية والانجازات التي حققتها الحكومات العراقية المتعاقبة بمساعدة الدول الصديقة والأمم المتحدة وبعثاتها ووكالاتها المتخصصة والممثل الخاص للأمين العام، وانجاز (يونامي) مهامها وولايتها بالشكل المطلوب على المستوى السياسي بالتحديد، وبعد مرور أكثر من 20 عاماً على التحول الديمقراطي والتغلب على تحديات كبيرة ومتنوعة، لم تعد مسوغات
وجود بعثة سياسية في العراق متوافرة بعد الآن فقد استطاعت حكومة العراق تحقيق عدة خطوات مهمة في العديد من المجالات لاسيما تلك التي تقع ضمن ولاية يونامي ولعل احاطة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في شباط الماضي قد أوضحت فيها امام مجلس الأمن الموقر عدداً من تلك الانجازات التي كانت بجهود ومبادرات حكومية خالصة، وفي هذا السياق تؤكد على ضرورة اعتماد المبادرات الوطنية والحوار المباشر البناء الذي يمثل السبيل الوحيد لتجاوز التحديات وتحقيق حلول مستدامة .
لذا واستناداً للحق السيادي الجمهورية العراق بصفتها الدولة المستضيفة) وبعد الاخذ بنظر الاعتبار حجم بعثة يونامي وعدد موظفيها وحاجتها الى وقت كافي لغرض تصفية اعمالها ونقل ملفاتها الى المؤسسات العراقية والوكالات الأنمية، لذا ندعو الى إنهاء ولاية بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) بشكل نهائي بتاريخ 31 كانون الأول 2025 ، على ان تقتصر جهودها خلال الوقت من المتبقي من هذا العام لاستكمال اعمالها (فقط) في ملفات الاصلاح الاقتصادي، تقديم الخدمات، التنمية المستدامة، التغير المناخي، وغيرها من الجوانب التنموية)، وانجاز التصفية وتحقيق إجراءات الغلق المسؤول خلال عام 2025 وتعرب حكومتي عن استعدادها للتعاون الكامل وتقديم المساعدة والدعم المطلوبين لتحقيق ذلك وارسال وقد فني للتباحث والاتفاق على آلية الغلق . وفي المستقبل نرى امكانية تسخير تلك الجهود نحو دول واماكن احوج اليها، مع استعدادنا لنقل تجارب العراق في مجالات السلم
والمصالحة المجتمعية وحماية الاقليات ومعالجة آثار الأرهاب والتحول الديمقراطي. كما تؤكد رغبتنا على رفع مستوى التعاون مع منظمة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (ضمن آلية المنسق المقيم) كشريك أساسي في تحقيق التنمية والتغلب على التحديات الاقتصادية والمناخية والبيئية التي تواجه العراق والمنطقة.
ونحن على ثقة تامة بان الأمين العام ورئيس واعضاء مجلس الأمن مدركين للتغيرات الايجابية الملموسة خلال العقدين الماضيين، آملين ان يصدر مجلس الأمن قراراً يحدد فيه موعد انتهاء ولاية بعثة يونامي وفق طلب حكومة جمهورية العراق المبين آنفاً . نغتنم هذه الفرصة لتكرار شكرنا وتقديرنا إلى المجتمع الدولي الداعم للعراق خلال العشرين سنة الماضية وبشكل خاص من خلال المساعدة في تشكيل مؤسسات الدولة بعد انتهاء النظام الدكتاتوري ومن ثمة محاربة الإرهاب، والشكر موصول لسعادتكم وكافة العاملين في الأمم المتحدة للجهود التي مكنت بعثة (يونامي) من الاضطلاع بكامل ولايتها حيث كانت انموذجاً للتعاون البناء بين الدول ومنظمة الأمم المتحدة، والى الممثل الخاص للأمين العام السيدة (بلاسخرت) متمنين لها التوفيق في محطتها القادمة، وتتقدم بالشكر كذلك الى كافة العاملين في البعثة خلال السنوات السابقة لقيامهم بدور هام في مراحل مفصلية وحاسمة في تاريخ العراق.
جميع الحقوق محفوظة (ميل نيوز)