بعد تعرية "أحمد نوري المالكي" و"الكرادي".. هل يتخلى الصدر عن "وزيره"؟
بغداد- ميل
بعد ليال ساخنة شهدتها بغداد والبصرة، تحاول أطراف سياسية عدة تحقيق التهدئة وتجنب مواجهة مسلحة قد تقود إلى حرب أهلية طويلة الأمد بعدما وصل الاحتراب السياسي بين الفرقاء إلى مرحلة كسر العظم.
وقلبت الأحداث الساخنة التي شهدتها المنطقة الخضراء في بغداد مؤخراً، صفحة دسمة من سجل التنافس السياسي في العراق، لتفتح صفحة أخرى يبدو أنها ستكون أكثر إثارة من سابقاتها، لاسيما وأن الصدام والتحشيد الإعلامي بات علنياً.
وما ان لاحت بوادر التهدئة في الأفق، بعد إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وقوفه بالضد من "المظاهر المسلحة" في المنطقة الخضراء، ودعوته لإنهاء الاعتصام الذي يرى خصومه أنه تحول في نهاية المطاف إلى "محاولة انقلابية فاشلة" على حد تعبيرهم، حتى اشتعلت نيران الاحتقان السياسي مرة أخرى، لكنها هذه المرة طالت خاصرة العراق الجنوبية.
وشهدت محافظة البصرة ليلة الأربعاء، اشتباكات عنيفة بين مسلحين ينتمون للتيار الصدري، وآخرين تابعين لحركة عصائب أهل الحق، انتهت بسقوط ضحايا من الطرفين.
وبعد مرور ساعات على الأحداث، شنَّ حساب "وزير القائد" الناطق بلسان الصدر، هجوماً لاذعاً على الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، ونعته بأقذع العبارات، إلا أن الأخير رد ببيان هادئ.
وقرر الخزعلي إغلاق مقار حركته في جميع المحافظات العراقية، في الوقت الذي دعا فيه إلى عدم مهاجمة التيار الصدري سياسياً أو إعلامياً.
وعاد الصدر ليهاجم عبر "وزيره" رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، مطالبا الكاظمي باستبداله وإخراج الحشد من المنطقة الخضراء والمعابر الحدودية.
ولطالما ظلَّ حساب "وزير القائد" الشغل الشاغل لدى رواد منصات التواصل الاجتماعي، لكنه تحوّل بعد الأزمة الأخيرة إلى مصدر "قلق وإزعاج" للقوى السياسية الشيعية المنضوية في الإطار التنسيقي، وذلك على خلفية الآراء التي يطرحها بأسلوب هجومي يصفها هو نفسه بأنها "خارج السياقات الدبلوماسية والسياسية".
كل هذه العوامل دفعت أطراف الإطار البارزة، إلى مطالبة الصدر بالتخلي عن هذا الحساب وإغلاقه، إلا أنه لم يستجب لأيّ من تلك الدعوات، حتى بعد أن أعلن اعتزاله العمل السياسي.
وفي خطوة قد تُمثّل إحراجاً للصدر، أعلن ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، اليوم الخميس، البراءة من حساب ينشط على منصة تويتر باسم "أحمد نوري المالكي"، مؤكداً أن هذا الحساب "مزيف".
لتلحق به بعد ساعات، منظمة بدر بزعامة رئيس تحالف الفتح هادي العامري، التي أصدرت اليوم الخميس، توضيحاً بشأن شخصية "ابو كرار الكرادي"، واتهمتها بـ"إثارة الفوضى والفتنة".
وقالت المنظمة، إن "منشورات مذيلة تتضمن تحريضا على العنف لشخص يحمل اسم أبو كرار الكرادي على مواقع التواصل الاجتماعي لا تمثل قيادة بدر وموقفنا معروف".
وأضافت أن "تلك المنشورات ليس لها علاقة بمنظمة بدر او أنصارها او جمهورها" مبينة انه " تم ترويجها عبر صفحات وهمية واسم وهمي للتحريض على العنف".
وكانت كتائب حزب الله، قد نفت يوم أمس الأربعاء، صلتها بمجموعة من المحليين السياسيين وقالت إنهم "يمثلون رأيهم الشخصي فقط".
التخلي عن "حسابات التأجيج" سلط الضوء أكثر على حساب "وزير الصدر"، الذي أغلق ليوم واحد فقط وعاد للخدمة مرة أخرى بلغة أكثر حدة من ذي قبل، وذلك رغم إعلان الصدر اعتزاله السياسي وتأكيده على ذلك مرتين آخرها في مؤتمره الصحفي الأخير الذي أدان فيها أحداث الخضراء وأمر أتباعه بالانسحاب من أمام المنطقة الحكومية.
جميع الحقوق محفوظة (ميل نيوز)