مصادر "ميل": السوداني يتوجه إلى أربيل والسليمانية يوم الأربعاء المقبل
الصحة اللبنانية: إصابة 12 جريحاً إثر العدوان الصهيوني على مدينة النبطية
رسميا .. قطر ترد على أنباء انسحابها من الوساطة بشأن وقف إطلاق النار في غزة
روسيا توقع قانون التصديق على اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع وكوريا الديمقراطية
اجتماع امني موسع برئاسة رئيس أركان الجيش ونائب قائد العمليات المشتركة
بينها العراق.. حرب أوكرانيا توقظ عملاق الهيدروجين في دول عربية
بغداد- ميل
تراهن بعض الدول العربية على تطوير قدراتها في إنتاج الهيدروجين الأخضر باعتباره "طاقة المستقبل"، وامتلاكها الشروط اللازمة لإنتاجه وتصديره.
يأتي ذلك، بينما صعدت الحرب الروسية في أوكرانيا بالهيدروجين إلى رأس أولويات الدول الأوروبية باعتباره بديلا للغاز الروسي، ورفعت الطلب العالمي عليه، ما يفتح شهية الدول العربية للاستثمار فيه.
وتتوفر الدول العربية على قدرات لإنتاج الطاقة النظيفة من الشمس والرياح، أكثر من أي منطقة في العالم؛ إذ يظهر الهيدروجين الأخضر كأحد البدائل العملية لتسريع عملية الانتقال الطاقي.
الهيدروجين الأخضر يمكن تخزينه بسهولة ونقله أيضا، بل يمكن استخدام أنابيب الغاز لتصديره أيضا، وفق شروط معينة، على غرار مزجه بالغاز المسال.
ورغم أنه متوفر بكثرة في جميع دول العالم، لأنه يستخرج من التحليل الكهربائي للماء، إلا أن تكلفة إنتاجه عالية مقارنة بمصادر أخرى للطاقة، تجعل التوسع في إنتاجه مسألة مكلفة مقارنة بالوقود الأحفوري.
لكن الهيدروجين الأخضر بديل جيد لإنتاج الكهرباء من مصادر نظيفة، كما يمكن استخدامه كوقود للسيارات وللسفن.
والهيدروجين الأخضر ليس سوى نوع واحد من أنواع مختلفة يتم تمييزها بألوان مختلفة، لكن ما يفرقها هو نوع الطاقة التي تستخدم في استخراجه.
فإذا استخدمنا الفحم لإنتاج الهيدروجين فيسمى بالهيدروجين البني، والهيدروجين الأزرق المستخرج من الغاز الطبيعي، والهيدروجين الوردي في حال استعمال الطاقة النووية.
بينما يطالب أنصار البيئة بأن تكون طاقة إنتاج الهيدروجين نظيفة، وإلا سيظل الاعتماد على مصادر الطاقة الأحفورية مستمرا، ما يحول دون الوصول إلى الحياد الكربوني.
لذلك، يصنف الهيدروجين الأخضر كصديق للبيئة لأنه ينتج عبر استخدام الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح وطاقة المد والجزر.
وسعى الاتحاد الأوروبي لمضاعفة نسبة الاعتماد على الهيدروجين من 2 بالمئة من مزيج الطاقة في 2021 إلى ما بين 12 بالمئة و14 بالمئة في آفاق 2050، يحفز الدول العربية التي ترغب في الاستثمار في هذا السوق الواعد.
ويسمح إنتاج الهيدروجين في الدول العربية بتصديره إلى أوروبا، أو استخدامه محليا، وتوجيه الغاز المستهلك محليا لزيادة حجم صادرات الغاز بالنسبة للدول المصدرة له.
فالدول العربية لديها قدرات كبيرة في إنتاج الهيدروجين الأخضر نظرا لما تتوفر عليه من إمكانيات كبيرة في إنتاج الطاقة الشمسية (أغلب الدول العربية) وطاقة الرياح (الصومال) وطاقة حرارة الأرض (جيبوتي).
بالإضافة إلى الهيدروجين الأزرق الذي يمكن للدول العربية المصدرة للغاز مثل قطر والجزائر ومصر وليبيا، إنتاجه وتصديره، خاصة بالنسبة للدول القريبة من السوق الأوروبية، بالنظر إلى أن نقل الهيدروجين يمثل حاليا أعقد مرحلة.
وحسب تقرير لمنظمة الدول العربية المصدرة للنفط (أوابك)، صدر في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، فإن قائمة الدول العربية المهتمة بمشروعات إنتاج الهيدروجين توسعت لتشمل كلا من: الإمارات، والجزائر، والسعودية، والعراق، ومصر، وعمان، والمغرب، وموريتانيا.
وفي الأول من سبتمبر/ أيلول 2022، افتتح العراق أول وحدة لإنتاج الهيدروجين، بإمكانياته الذاتية.
ورغم أن الوحدة لا تنتج سوى 12 مترًا مكعبًا/ساعة، أو ما يعادل أسطوانتين في الساعة من غاز الهيدروجين، إلا أنها تمثل بداية لمواكبة التنافس العربي الحاصل لإنتاج الهيدروجين.
وإذا كانت الإمارات تسبق الدول العربية بخطوة، فإن السباق بين السعودية ومصر والجزائر وعمان والمغرب وموريتانيا لتتحول إلى مركز لتصدير الهيدروجين الأخضر، انطلق، لكن النتائج لن تحسم إلا بداية من 2030، عندما تكتمل المشاريع الكبرى التي بدأت في 2022.
جميع الحقوق محفوظة (ميل نيوز)