الفايننشال تايمز: فرنسا تحوم في إفريقيا كالشبح وهزيمتها في منطقة الساحل اكتملت

الفايننشال تايمز: فرنسا تحوم في إفريقيا كالشبح وهزيمتها في منطقة الساحل اكتملت

+A -A
  • 11-08-2023, 10:23
  • 52 مشاهدة
  • عربي و دولي

بغداد- ميل  

"بينما كان الناس يتدفقون إلى شوارع نيامي لدعم الانقلاب الذي أطاح بالحكومة المدنية في النيجر الشهر الماضي، برزت إحدى اللافتات المصنوعة من ورق مقوى، كُتِب عليها بالقلم "على فرنسا أن تغادر". 

بهذه المقدمة بدأ ديفيد بيلنغ تقريره في الفايننشال تايمز، ويسلط المقال الضوء على أن فرنسا "تحوم في إفريقيا كالشبح"، ولم تتخل عن سيطرتها السابقة على إفريقيا، إما في إطار ما أطلق عليه المقال "مدرسة ما بعد الاستعمار: من أفسد شيئا فعليه إصلاحه"، أو في إطار الطموح الدائم للسيطرة على مستعمراتها السابقة والاستفادة منها.

ويوضح الكاتب أنه ولأكثر من 60 عاما، تدخلت باريس في الشؤون السياسية والتجارية في القارة الإفريقية، فيما يُعرف بـ"Françafrique"، في دمج لكلمتي فرنسا وإفريقيا. كما تستخدم 14 دولة في غرب ووسط إفريقيا، ومن بينها النيجر، عملة الفرنك الإفريقي التي يرعاها البنك المركزي الفرنسي.

ويضيف أنه لطالما كانت فرنسا مستعدة للتدخل العسكري؛ حيث تدخلت مرتين في ساحل العاج، كما أرسلت قوات إلى جمهورية إفريقيا الوسطى سبع مرات منذ الاستقلال. وفي عام 2013، ساعدت القوات الجوية الفرنسية على طرد المتشددين الإسلاميين في شمال مالي الذين كانوا يهددون بالزحف إلى باماكو.

وبصرف النظر عن دوافع فرنسا وراء هذا الوجود، فإنه غير مرغوب فيه في معظم مستعمراتها الإفريقية العشرين السابقة، حيث "يتفق المثقفون والمتظاهرون على كراهية فرنسا"، التي أصبحت "كبش فداء سهلا لجميع مشاكلهم".

ويرى الكاتب أنه مع سقوط الحكومة المدنية في النيجر، "حليفها الأخير"، فإن هزيمة فرنسا في منطقة الساحل "المتمردة" اكتملت تقريبا، وباتت أيامها في المنطقة "معدودة"؛ لاسيما وأن الحكومات العسكرية لتلك الدول لدى بعضها "ميول روسية".

ويختتم الكاتب مقاله بقوله إن نهاية الحكم الفرنسي في عام 1960، تركت النيجر في "حالة مروّعة". واليوم، يعيش أقل من خُمس سكانها في المدن، والبقية يكافحون لكسب لقمة العيش؛ حيث يبلغ متوسط دخل الفرد السنوي 533 دولارا. لذا "لم يكن رحيل محمد بازوم ذي الميول المؤيدة لفرنسا، أمرا مفاجئا، وربما تلحق به فرنسا قريبا".