الغارديان تكشف أسرار انقلاب قديم عصف بإيران وتشخص مدبريه وغرضهم
بغداد- ميل
نشرت صحيفة الغارديان تصريحات لديفيد أوين، وزير الخارجية البريطاني السابق، كشف فيها عن الدور الذي لعبته بريطانيا في انقلاب إيران عام 1953.
وقال أوين إن بريطانيا عليها أن تعترف بأنها من دبرت الانقلاب الذي أطاح بحكومة محمد مصدق، آخر حاكم منتخب ديمقراطياً في تاريخ إيران، وذلك حفاظاً على مصداقيتها ودعم حركة الإصلاح الإيرانية.
وأضاف، أن الولايات المتحدة اعترفت رسمياً بدورها قبل عشر سنوات من خلال رفع السرية عن عدد كبير من وثائق المخابرات، والتي أوضحت أن الإطاحة بمصدق كان نتاج تخطيط مشترك بين وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومكتب المخابرات الخارجية البريطاني.
وما زال الموقف الرسمي للحكومة البريطانية يرفض التعليق على مسألة استخباراتية.
المؤامرة الأصلية، التي تحمل الاسم الرمزي عملية التمهيد، تولت المخابرات البريطانية صياغتها بعد أن أصبح مصدق رئيساً للوزراء وتم تأميم شركة النفط البريطانية المهيمنة في إيران.
لم تكن إدارة الرئيس الأمريكي هاري ترومان، تريد أن تفعل شيئا حيال ذلك، حيث نظرت إلى مصدق على أنه حصن ضد الشيوعية، لكن رئيس وزراء بريطانيا السابق ونستون تشرشل كان قادراً على إقناع الرئيس التالي دوايت أيزنهاور، بالتحرك ضده.
في ربيع عام 1953، بدأت وكالة المخابرات المركزية بالتخطيط المشترك مع المخابرات البريطانية وتم تغيير اسم العملية إلى "أجاكس".
وشدد أوين، الذي كان وزيراً للخارجية من عام1977 إلى عام 1979، للصحيفة على أنه "هناك أسباب وجيهة للاعتراف بدور بريطانيا مع الولايات المتحدة في الإطاحة بمصدق، من خلال الاعتراف بأننا كنا مخطئين في القيام بذلك وألحقنا الضرر بالخطوات التي كانت تتطور نحو إيران ديمقراطية، لأن هذا سوف يجعل الإصلاحات الآن أقوى".
وخلال فترة عمل اللورد أوين في وزارة الخارجية، سقط نظام الشاه المريض على يد الثورة الإسلامية، والتي يرى العديد من المؤرخين أنها نتيجة متأخرة لموت الديمقراطية الإيرانية في أغسطس/ آب 1953.
وقال أوين، "لقد حذرت علناً على شاشة التلفزيون في خريف عام 1978 من أن حكم الملالي القادم سيكون أسوأ بكثير من حكم الشاه من حيث حقوق الإنسان والسعادة الشخصية". "للأسف، لقد ثبت أن هذا صحيح".
وأضاف، "لقد أوضحت للشاه أن أسلوب حكمه يجب أن يفسح المجال للإصلاحات الديمقراطية، لكنني كنت أتمنى لو كنت قد علمت بمرضه الخطير وكان بإمكاني الضغط عليه قبل ذلك بكثير في عام 1978 للبقاء في سويسرا لتلقي العلاج الطبي والسماح بظهور حكومة أكثر ديمقراطية في إيران".
ولفت إلى أن مطالبة النساء الإيرانيات اليوم بالإصلاح يمكن أن تصبح أكثر قوة، وقد تنجح قضيتهم إذا اعترفت بريطانيا بأخطاء سابقة في عام 1953، كما اعترفت بالأخطاء التي ارتكبتها في الفترة من عام 1977 إلى عام 1979".
جميع الحقوق محفوظة (ميل نيوز)