تفحموا في "فخ مميت".. "رويترز" تنقل نهائية مأساوية لمهاجرين قضوا بحرائق اليونان
بغداد- ميل
على أراضٍ يونانية خلابة أتت عليها حرائق الغابات، بالقرب من الحدود مع تركيا، رقدت مجموعة من الجثث المتفحّمة بين الرماد، فيما كانت ذات يوم غابة خضراء توفر للمهاجرين الغطاء المثالي للعبور إلى الاتحاد الأوروبي، بحسب "رويترز".
وعُثر على جثث ما يفترض أنهم مجموعةُ مهاجرين، بالقرب من قرية أفانتاس في شمال شرق اليونان، الذي اجتاحه حريق غابات شرس بسرعة مدمرة. وكان الحريق واحداً من مئات الحرائق التي اشتعلت في شتى أنحاء البلاد، وتؤججها درجات الحرارة المرتفعة والرياح العاتية.
وعُثر على مجموعة مكونة من سبع أو ثماني جثث مجتمعة، وبدا أن أصحابها كانوا يحتضنون بعضهم البعض للمرة الأخيرة، ودُفن آخرون تحت أنقاض ملجأ دمرته النيران.
وقال بافلوس بافليديس، الطبيب الشرعي الذي استدعته السلطات إلى المكان، لفحص الجثث التي احترقت لدرجة يصعب معها التعرف على هوية أصحابها، "أدركوا في اللحظة الأخيرة أن النهاية قادمة… كانت محاولة يائسة لحماية أنفسهم".
وتحولت مساحات من المناطق الخضراء إلى أرض قاحلة تشبه سطح القمر، وتحولت الأشجار إلى أعواد من الفحم، وتحول الزرع الذي كان من المفترض أن يوفر الحماية للمهاجرين خلال هربهم من الشرطة اليونانية، إلى فخ مميت.
والشيء الملون الوحيد الذي عُثر عليه في المنطقة، حيث وجدت الجثث، كان قفازان طبيان لونهما أزرق تركهما المحققون خلفهم.
وتتهم جماعات حقوق الإنسان والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليونان بإساءة معاملة الأشخاص الموجودين على الحدود وبإعادتهم قسراً أحياناً إلى تركيا، وهي ممارسة غير قانونية بموجب القانون الدولي.
وتنفي اليونان هذه الاتهامات، وتقول إن سياسة الهجرة "الصارمة والعادلة" التي تنتهجها تحمي حدود الاتحاد الأوروبي.
وجمع بافليديس عينات من الحمض النووي من الجثث في المشرحة، وهي الطريقة الوحيدة التي سيتم بها التعرف على هويات أصحابها.
وقال، "لا يمكنك رؤية وجوههم، ولا يمكنك رؤية أي شيء"، ولم يتبق مع الجثث سوى ساعتين وخاتمين.
ولا تزال الحرائق مشتعلة في المنطقة، ويخشى هاتزيجورجيو من العثور على جثث أخرى في الغابة.
جميع الحقوق محفوظة (ميل نيوز)