صحيفة أمريكية: إسرائيل تكرر "أسوأ أخطاء" الولايات المتحدة والاحتلال محكوم عليه بالفشل
بغداد- ميل
انتقدت صحيفة "هيل" الإمريكية، تعامل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معتبرة أن تشبيهه لحركة "حماس" بـ"داعش"، أمر "معيب وخاطئ"، فيما أكدت أن الاحتلال العسكري محكوم عليه بالفشل في الوقت الذي تكرر فيه إسرائيل "أسوأ أخطاء" الولايات المتحدة.
وبحسب الصحيفة، "لم يترك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي مجال للشك بشأن أهدافه، مشبهاً حماس بـداعش وواعداً بمحاربتها حتى ننتصر مهما طال الزمن، إلا أن هذا التشبيه معيب إلى حد كبير، والأسوأ من ذلك أنه قاد الحكومة اليمينية في إسرائيل نحو مسار كارثي من التصعيد، حيث يعتمد قادتها على أوجه تشابه تاريخية خاطئة للدفاع عن تصرفاتهم في غزة. وبناء على الأحداث التاريخية، فإن إيجاد حل دائم للإرهاب والتمرد لا يمكن أن يكون سياسياً. فاستمرار الحرب لن يشكل فشلاً أخلاقياً فادحاً فحسب، بل سيكون أيضاً خطأ استراتيجياً فادحاً".
وترى الصحيفة، أن "قادة إسرائيل واهمون إذا تصوروا أن الفلسطينيين سوف يستقبلون القوة العسكرية الأجنبية بأذرع مفتوحة".
وأضافت الصحيفة، "يتعين على إسرائيل النظر إلى تجربة ثلاث جماعات مسلحة أخرى: الفيت كونغ، وطالبان، والجيش الجمهوري الأيرلندي المؤقت. ورغم أن حماس تختلف عن كل من هذه الجماعات، الأولى شيوعية، والثانية إسلامية، والثالثة جمهورية، فإنها تنظر إلى نفسها أيضاً باعتبارها حركة تحرير وطني تعارض الاحتلال الأجنبي. وفي الحقيقة، استخدمت المجموعات الأربع العنف المتعمد ضد المدنيين. ومثل هذه الجماعات أيضًا، تعمل حماس بشكل رئيسي في المناطق الحضرية. ويبدو أن حماس الآن مستعدة لتكرار تجربة طالبان، التي حكمت أفغانستان لمدة خمس سنوات قبل أن تعيد تشكيل نفسها كمجموعة حرب عصابات متمردة. فشلت الولايات المتحدة في تدمير كل من الفيت كونغ وطالبان بينما هزمت الحكومة البريطانية الجيش الجمهوري الإيرلندي، فماذا يمكننا أن نتعلم من تجربتهم؟".
وبحسب الصحيفة، "أولاً، سيؤدي الانتقام الواسع النطاق إلى نتائج عكسية حتماً. فقد دفعت الحملات الأميركية في جنوب فيتنام السكان المدنيين إلى أحضان الفيت كونغ. وحدث الامر نفسه في أفغانستان، فمع تصاعد الخسائر في صفوف المدنيين بين عامي 2005 و2009، انقلب الأفغان ضد الولايات المتحدة، مع انخفاض الدعم الشعبي من 83 إلى 47%. وفي الماضي، تبين أن الحملات العسكرية الإسرائيلية لا تؤدي إلا إلى زيادة الدعم لحماس، وهناك أدلة تشير إلى أن هذه المرة لا تختلف عن سابقاتها".
وتابعت الصحيفة، "الدرس الثاني لا يقل أهمية عن ذلك: الاحتلال العسكري محكوم عليه بالفشل. لقد حاربت الولايات المتحدة حركة طالبان لمدة عقدين من الزمن، ثم عاد المتمردون إلى السلطة في غضون أيام من الانسحاب الأميركي. أما المملكة المتحدة فقد اختارت مساراً مختلفاً: ففي اتفاق "الجمعة العظيمة"، وافق الجيش الجمهوري الأيرلندي على التخلي عن كفاحه المسلح في مقابل توسيع نطاق الحكم الذاتي لأيرلندا الشمالية، وأدركت بريطانيا أن الانتقام العسكري لم يكن فعالاً ضد المقاومة المسلحة".
وأوضحت الصحيفة أن "قادة إسرائيل الآن يكررون أسوأ أخطاء الولايات المتحدة. فقد أعلن نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي سيسيطر على غزة "لأجل غير مسمى"، لكن الاحتلال الإسرائيلي، أو أي احتلال من قبل قوة أجنبية أو متعاونة، سيؤدي حتماً إلى ظهور أعمال عنف لمكافحة التمرد. إن "مسار التصعيد الهائل الذي تتبعه إسرائيل حالياً سوف يكون له نتائج عكسية كما فعلت حملة القصف الأميركية في فيتنام. كل غارة جوية، وكل وفاة بين المدنيين، وكل يوم من المعاناة في الحرب، تضعف أمن إسرائيل على المدى الطويل".
جميع الحقوق محفوظة (ميل نيوز)