دراسة دولية: سد النهضة يضر المياه بشكل "غير مسبوق" ويحفز الزلازل

دراسة دولية: سد النهضة يضر المياه بشكل "غير مسبوق" ويحفز الزلازل

+A -A
  • 11-11-2024, 15:01
  • 43 مشاهدة
  • عربي و دولي

بغداد- ميل  

من بين أهم الأهداف المعلنة لسد النهضة الإسهام بشكل كبير في توليد الطاقة الكهرومائية لدعم التنمية في إثيوبيا ودول الجوار، لكن دراسة دولية كشفت عن تسرب كمية كبيرة من مياهه، مما قد يمثل تحديا أمام تحقيق هذا الهدف.

وقدرت الدراسة التي أجراها فريق دولي من علماء الهيدرولوجيا والجيولوجيا حجم تسربات ضخمة للمياه من خزان السد تقدر بنحو 19.8 مليار متر مكعب خلال السنوات الثلاث الأولى من ملء السد، وهو ما يسلط الضوء على الحاجة إلى إعادة تقييم عاجلة لإستراتيجيات إدارة المياه في حوض النيل، على ألا تغفل هذه الإستراتيجيات الدور الذي تلعبه تلك المياه المتسربة في تحفيز النشاط الزلزالي الذي قد يؤثر على سلامة السد نفسه.

واعتمدت الدراسة التي نشرتها دورية "بي إن ايه إس" التابعة للأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة الأميركية على منهجيات علمية مثبتة في دراسات سابقة، وقادت جميعها إلى تقدير كمية المياه المفقودة.

ويشرح الباحث في جامعتي مشيغان وأريزونا الأميركيتين والباحث المشارك بالدراسة الدكتور كارم عبد المحسن في تصريحات للجزيرة نت الأدوات العلمية التي تم استخدامها لتقدير هذا الحجم الكبير من المياه الضائعة بلا طائل.

واعتمد الباحثون بشكل أساسي على بيانات الأقمار الصناعية التابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، إذ وفر القمر الصناعي "غريس" والقمر الصناعي "غريس فولو- أون" معلومات بشأن التغيرات في الجاذبية الأرضية، وبالتالي مخزون المياه على سطح الأرض، مما ساعد في تتبع ملء المياه وتخزينها في السد. 

ويدعو عبد المحسن إلى أهمية إدراج هذه الحقائق في إدارة المياه بمنطقة حوض النيل، قائلا إن" نتائجنا تشير بوضوح إلى أن مشكلة التسريب قد تجعل وجود السد مؤثرا بشكل كبير على توفر المياه بسبب الحاجة الإثيوبية إلى تعويض التسريب بشكل دائم، مما قد يزيد التوترات بين دول حوض النيل".

أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة لم يستطع أن يخفي قلقه من أن تكون هذه الكميات الكبيرة المتسربة من المياه عاملا مساعدا في تحفيز النشاط الزلزالي بالمنطقة.

وكان متوسط حدوث الزلازل التي تزيد على 4 درجات في إثيوبيا نحو 5 أو 6 زلازل سنويا، لكنه مع بدء عملية التخزين الضخمة للمياه وما صاحبها من تسربات شهدت إثيوبيا في عام 2023 نحو 38 زلزالا، ووصل العدد في عام 2024 حتى الآن إلى 32 زلزالا، منها 6 زلازل خلال الأسبوعين الماضيين، كما يوضح شراقي.