"الطشة" و الآداب العامة
كتب حيدر اليعقوبي
تحديد ملامح النظام العام والآداب العامة ما يزال مبهماً في العراق، فالمادة 38 من الدستور كفلت الحريات مقترنة بعدم الإخلال بالنظام العام والآداب العامة.
الفوضى التي نعيشها على مستويي النظام العام والآداب العامة كبيرة جدًا، وخصوصاً في مجال الأخيرة، وكأنك تعيش في فضاء يتعمد تفسيخ الأخلاق وحرْف المبادئ والحطّ من القيم المجتمعية والسلوك العام، ولا نبالغ بقولنا "تدعير المجتمع".
الترويج والدعاية وانتشار توافه المجتمع الذين يدعون إلى أمور دخيلة على مجتمعنا وأخلاقنا، ويتفاخرون بإنحلالهم الأخلاقي والسلوكي تحت يافطة "حرية التعبير" العائمة انتشر بشكل فظيع خلال السنوات الماضية وآخذ في التوسع.
الآداب العامة هي مبادئ عليا نابعة من معتقدات الناس الدينية والأخلاقية والمتوارثة في المجتمع بالإضافة إلى العادات والتقاليد والأعراف المتأصلة، وبالتأكيد هي مختلفة في المجتمعات من حيث الزمان والمكان والأجيال، لكن هذه المنظومة في أي مجتمع لا يمكن السماح للأفراد بالخروج عنها لما يمثله هذا الخروج من انحراف قد يأخذ بالتطور ويصبح بعد عدد من السنين أمراً طبيعياً.
قواعد الآداب تهتم بواجب الفرد نحو المجتمع بهدف حماية المجتمع من بعض أنواع السلوك التي يمكن أن تؤدي إلى انحلاله وتفسخه والانحدار به، ولا يوجد معيار لتحديد الآداب العامة سوى أخلاق الناس والناموس الأدبي لهم.
المثلية، المساكنة، العري، وغيرها، كلها أمور دخيلة على مجتمعنا المحافظ ذات الصبغة الدينية الإسلامية، والسماح لمن يتبنى هذه الأفكار بالترويج لها أمر بالغ الخطورة، لأن حرية التفكير ليست هي حرية التعبير.
أكتب هذه الكلمات وأنا أنظر لمستقبل إبني (6 سنوات) وبنتي (سنة ونصف) بعد 15 سنة وما سيحدث حتى ذلك الحين، وما يتغير في المنظومة الأخلاقية العامة وتأثيره عليهما وبين تأثير التربية، كيف يمكننا تربية أبناءنا ونحن نسمح بإنتشار ما يدمر تعب السنين بمقطع فيديو طوله 5 دقائق.
السكوت عن الآفات التي تنخر في المنظومة الأخلاقية سنحصد نتائجه بعد سنين قليلة.
جميع الحقوق محفوظة (ميل نيوز)