بحجمها الصغير ووزنها الثقيل.. ماذا تعني عودة السفارة السويسرية إلى بغداد؟

بحجمها الصغير ووزنها الثقيل.. ماذا تعني عودة السفارة السويسرية إلى بغداد؟

+A -A
  • 3-09-2024, 12:25
  • 233 مشاهدة
  • اراء ومقابلات / ترند

بغداد- ميل  

سويسرا ذات الحجم الصغير والوزن الثقيل دولياً، تعاود فتح سفارتها في بغداد بعد انقطاع دام 33 عاماً، ماذا يعني ذلك في خضم تطور متسارع يشهده العراق على مختلف الصعد؟  

في احتفالية مهيبة أقيمت في مبنى السفارة الجديد، أعلن المسؤولون السويسريون والعراقيون إعادة فتح السفارة، مشيرين إلى أن هذه الخطوة تعكس استقرار الوضع الأمني وتحسن الظروف في العراق، حضر الحفل مجموعة من الشخصيات البارزة من كلا البلدين، ووزراء وممثلون عن المجتمع الدولي.

المجلس الفيدرالي السويسري قال في تصريح رسمي، إن "هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع العراق وتعميق التعاون في مجالات الاقتصاد والأمن والهجرة". 

وأضاف، أن "الوضع الأمني في العراق شهد تحسنًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، ودخل مرحلة جديدة من التنمية الاقتصادية ويعزز دوره كوسيط إقليمي". 

وأوضح، أن "العراق يبذل جهودًا مستمرة لتعزيز السلام والأمن في المنطقة، ويضم اليوم أكثر من 50 سفارة من دول مختلفة في بغداد، بما في ذلك النمسا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا".

وتابع، أن "السفارة الجديدة سوف تركز على تعزيز العلاقات بين سويسرا والعراق، وتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والأمن والسلام، وتعزيز المصالح السويسرية.

وزير الخارجية السويسري، مارتن دايس قال، إن "إعادة فتح السفارة في بغداد هي دليل على التزامنا العميق بدعم العراق في مسيرته نحو الاستقرار والتنمية. نحن نؤمن بأن التعاون المشترك سيفتح أفقاً جديداً من الفرص لكلا بلدينا."

العراق بدوره طالما رحب بحرارة بعودة مختلف السفارات العالمية إلى بغداد، مؤكدا أن هذه الخطوة تدل على الثقة المتبادلة وتعزز التعاون بين العراق وأصدقائه في مختلف المجالات".

من جانبهم أكد مراقبون في حديث لـ"ميل"، إن "هذه الخطوة تعد استجابة للجهود المستمرة لتحسين الوضع الأمني والاقتصادي في العراق"، موضحين أن "السفارة السويسرية ستسهم في تعزيز التعاون في مجالات متعددة، بما في ذلك الاقتصاد والتجارة والتنمية الإنسانية. كما سيُعزز وجودها الدعم للبرامج والمشروعات التي تهدف إلى تحسين حياة المواطنين العراقيين". 

ويرى المراقبون، أن "إعادة فتح السفارة من شأنها إعادة تنشيط العلاقات الثنائية بين سويسرا والعراق، حيث ستتيح فرصاً جديدة لتبادل المعرفة والخبرات وتعزيز الاستثمارات المتبادلة، كما ستُسهم في تحسين العلاقات الثقافية والتعليمية بين البلدين". 

ورجح المراقبون، أن تُسهم هذه الخطوة في تحسين الوضع الإقليمي وزيادة التعاون بين العراق والدول الأوروبية، كما يمكن أن تكون بداية لخطوات إضافية في تعزيز العلاقات الدبلوماسية والاستراتيجية مع دول أخرى". 

ويؤكد المراقبون، أن "العلاقات مع سويسرا تعزز الاستقرار، وتفتح أبواباً للفرص الاقتصادية والإنسانية والثقافية، وتسهم في تحسين الوضع الدولي والإقليمي". 

زد على ذلك، فإن إعادة فتح السفارة السويسرية في بغداد هي "لحظة محورية" في العلاقات بين سويسرا والعراق، وتُمثل رسالة أمل وثقة في مستقبل أفضل للمنطقة، ويُنتظر أن يتعزز التعاون المشترك ويُفتح الباب أمام فرص جديدة تُساهم في تحقيق التنمية والازدهار.

ورغم حجمها الجغرافي الصغير، فإن سويسرا تُثبت دائما أنها قوة مؤثرة على الساحة الدولية بفضل قوتها الاقتصادية، السياسية، والإنسانية، ويشكل التناقض بين حجمها الصغير ووزنها الثقيل في الشؤون العالمية علامة فارقة في عالم السياسة الدولية.